Page 95 - ajtimaeiaat althaani mutawasit
P. 95
أوضاع مكة الإقتصادية الفصل الرابع
ان قلة الموارد المائية في مكة قد جعلت من المتعذر على أهل مكة كسب عيشهم من خلال
الإشتغال في الزراعة ،الا ان موقع مكة الجغرافي قد تكفل بالمساعدة في توفير مصادر الرزق
الاخرى لهم وذلك لأن مكة تقع في منتصف طريق القوافل الذي يربط اليمن بكل من الشام والعراق،
لذا فقد اصبحت محطة لأصحاب القوافل ،يتوقفون فيها للحصول على الراحة ،والتزود بالمؤونة
والماء ،وبذلك وجد أهل مكة فرصة جيدة لكسب معيشتهم من خلال تقديم الخدمات لأصحاب
القوافل ،وتبادل التجارة معهم نظراً لوقوعها على طرق التجارة الدولية المهمة التي تمر عبرها
تجارة الشرق القادمة من الصين والهند بإتجاه البحر الأبيض المتوسط وبالعكس ،وكان من حسن
حظ مكة أن التجار كانوا يفضلون سلوك هذا الطريق حينما تضطرب العلاقات بين الأمبراطورية
الساسانية والأمبراطورية البيزنطية ،مما يؤثر على حركة التجارة التي كانت تسلك طريق الخليج
العربي مروراً بالعراق والشام.
العوامل التي ساعدت على ازدهار التجارة في مكة
من أبرز العوامل التي ساعدت على إزدهار تجارة مكة هي :
.1تدهور الأوضاع في اليمن وتطور الصراع بين الأمبراطورية الساسانية والبيزنطية ،مما َف َس َح
الطريق أمام تجار مكة لاستثمار هذه الظروف لتنمية نشاطاتهم التجارية.
.2كان من أهم العوامل التي ساعدت أهل مكة على إقامة علاقات تجارية ناجحة مع القبائل العربية
استثمارهم لمركز مكة الديني بين العرب ،حيث وجود الكعبة بيت الله الحرام الذي يحج إليه العرب
من مختلف أنحاء الجزيرة العربية لاسيما خلال الأشهر ال ُح ُرم.
94