Page 55 - merit 39 feb 2022
P. 55

‫‪53‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر في ليبيا‬

                                              ‫علي الربيعي‬

                                                               ‫(ليبيا)‬

                    ‫كمنقار طائر بحري قبيح‬

                            ‫فالرصانة مروعة‬                                                ‫أخي ًرا‬
                                                              ‫الحرب تخرج من رأسي إلى الشارع‬
‫ووقعها أشد فظاعة من اشتعال العربات والسهل‬
                                                                           ‫لأنها لم تجد ما تأكله‬
            ‫ب ُّت أحب جارتي العارية على الدوام‬                                     ‫فرأسي رطب‬
        ‫ولحمها الأرمل يعجز أن يسحق الوحدة‬
                                                                ‫ومليء بالعلف والوحل والتفاهات‬
                                ‫لحمها الشه ُّي‬          ‫والأفكار القذرة عن الحب والجنس والبلاد‬
                        ‫الذي نكاية في الخوف‬
                                                                           ‫الحرب لا تأكل العلف‬
                     ‫يرت ُّج وحي ًدا فوق السرير‬                     ‫هي تحب أن تتشمس وحسب‬
            ‫أحب الضوء يلعق فخذيها الخائنين‬
                                                                           ‫بعدما تلتهم الأصدقاء‬
                    ‫ويحرث بين نهديها النمش‬                                                   ‫‪..‬‬

                       ‫وينبش موسيقى البلوز‬                                               ‫أما أنا‬
                 ‫ب ُّت احب من ُيخلِصون للحرب‬                      ‫ما ُعد ُت أطيق الأشياء الرصينة‬
        ‫اللصوص والموتى والطلقات والسكارى‬                     ‫الأشياء التي باتت أشد فت ًكا من الفق ْد‬
                                                             ‫فالرصانة تنذر بالفظاعات يا حبيبتي‬
‫ب ُّت أحب كل هؤلاء الأوغاد في اللحظة التي تسبق‬              ‫وتمزق بأظافرها الحادة جلدي ورئت َّي‬
                                      ‫موتهم‬
                                                                                        ‫انظري!‬
           ‫وكل السفلة الذين تورطوا في المعركة‬                      ‫انظري إلى هذا المشهد الرصين‬
                                                         ‫“مسدس منزوع من فم شاعر قتل نفسه‬
           ‫حين لا يبكون من شدة الندم ُفرادى‬                      ‫و ُوضع بكبرياء عند خصر أنثى»‬
                                                             ‫انظري إلى مشهد هدوء الجند القساة‬
                      ‫أحب ما يفعله السأم بهم‬     ‫الذين لا يف ِّضلون في استراحاتهم قرع اقداح النبيذ‬
                                                       ‫وإنما يكتفون بتبادل النظرات القاتلة عوض‬
 ‫أحب الحرب متى تتخلى عن أحلامهم ونذورهم‬
  ‫أحب يد ِك القاتلة ولسان ِك المعقود حول لساني‬                                         ‫الأنخاب‬
                                                                                           ‫لهذا‬
                     ‫حين يعود حا ًل من القبلة‬
                                                  ‫لم أعد أحب نهد ِك الحزين في هيئة محارب منهك‬
                        ‫ليقول في خذر «أحبك»‬                         ‫نهد ِك الذي بات كجنرال وغد‬

                                           ‫‪..‬‬      ‫يستمع بحزن عقب كل معركة لموسيقى «إيديث‬
                 ‫أحب نهد ِك يتخلى عن رصانته‬                                              ‫بياف»‬

                      ‫ويهتز حين ُيل َّقم في فمي‬             ‫ب ُّت أحب النار أكثر وهي تفتتح المشهد‬
           ‫كبندقية ترتج حين تطلق الرصاص‪.‬‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60