Page 53 - merit 39 feb 2022
P. 53

‫‪51‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر في ليبيا‬

‫‪ُ ،‬تخبِّئين الرياح والمضادات تحت جلدك‪ ،‬منذ عامي ِن‬                  ‫كانت فاضح ًة مع سياسيين كبار‪.‬‬
‫وأن ِت ممتلئة بالشبق والرعود فوق الأ ِس َّرة الفارغة‬
                                                                                   ‫على غرار الكاتبا ِت‪،‬‬
   ‫الملوثة‪ ،‬منذ عامين وأنت تفتحين وتغلقين ثلاجة‬       ‫تمتصين ُعصارة الكآب ِة من الأفواه الميتة‪ ،‬تتحولين‬
                                        ‫الموتى‪.‬‬
                                                           ‫إلى طعن ٍة شاحبة‪ ،‬امرأة بلسا ٍن يشبه سكاكين‬
                             ‫على ِغرار النحاتات‪،‬‬          ‫السلخ‪ ،‬لا ُتطاقين‪ ،‬عاهرة‪ ،‬قذرة‪ ،‬تصيرين مثل‬
    ‫تر ِّممي َن الأرواح في الظلمة وتتمسكين بحقك في‬         ‫مقبرة أثرية‪ ،‬مثل سق ِف معب ٍد منها ٍر من كثرة‬
 ‫البكاء‪ ،‬تنفخين من روحك في المجسمات‪ ،‬يستيق ْظ َن‬
‫مفزوعات‪ ،‬يمتل ْك َن الآن كل قرارات الهرب‪ ،‬تنظرين‬                                           ‫ال ُأح ِجيات‪.‬‬
  ‫لنفسك في المرآة عارية‪َ ،‬م ْن ينف ُخ في هذا الخراب!‬
                                                                                 ‫على غرار الس َّجانات‪،‬‬
                 ‫تهرب المرأة التي في المرآة أي ًضا‪.‬‬        ‫تضبطين الساعة على موعد إرضاع الزمن‪ ،‬لا‬
                                                        ‫أحد يكبر في السجن‪ ،‬نهد ِك فقط يتبختر في ظلام‬
                             ‫على ِغرار العاهرا ِت‪،‬‬    ‫الزنازين‪ ،‬قطرة حليب تسقط في الحلم الوحيد الذي‬
 ‫ترقدين على الجانب المحترق من السرير‪ ،‬وتتركين‬
                                                                                   ‫تتبادله المسجونات‪.‬‬
     ‫الآخر للمرآة التي توقفت عن العمل منذ زمن‪،‬‬
      ‫تتلمسين ثقوبك‪ ،‬خوا َء ِك الأبدي‪ ،‬رغم ملايين‬                                ‫على غرار الممرضا ِت‪،‬‬
‫الحيوانات المنوية‪ ،‬جسمك ما زا َل مهد ٌد بالانقراض‪.‬‬    ‫تفارقين الأجسا َد على أم ِل أن تلتئم جراحك لوحدها‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58