Page 48 - merit 39 feb 2022
P. 48
العـدد 38 46
فبراير ٢٠٢2
جمعة الموفق
(ليبيا)
نيسان
طفل يلاسن عجو ًزا نيسان حار
وأنا أمر أمس لم يكن كذلك
في المساء هبت ريح طيبة
أمر مثل شبح بينهم بينما كانت الشمس تسحب آخر خيوطها
أكاد لا أرى ريح مثل تلك التي بالوطن
باردة ،ومنعشة ،وحزينة
لو تمطر؟ بس لو تمطر لربما خفف وطء شيء ما (تشرب الذكريات من الريح
يدمرني بهدوء كما تشرب الإبل)
كنت أمشي بين البيوت ،مثل طائر قصف جناحيه
شيء كما لو أنه الموت وضع قدمه
بصدري فقد صوته
وعزيمته
لو أكون هناك الآن؟
أترقب الغروب ،مثل صائم نافذ الصبر تجمعت أمامي طيور المينا وزعقت
نيسان حار غاليًا
لأكون مع صديق واحد
هتكه السكر ،يحكي لي ويوم أمس كان كيوم من بلادي
يوم واهن
عن صديقين رحلا
نكاية في غيابي يمضي على مهل ،مثل قطار قديم
يسعل بالعوادم
كانا مثل شغف مستجاب كنت أمشي
تشعر بوجودهما معك ،كأن الله يحبك
الياسمين كثير بلا رائحة
وفي آخر الليل يحكي لي طرفة المارون بلا ملامح (يشبهون المارة على النصوص)
تقتلني ضح ًكا.
يمرون كالجواسيس والمخبرين
لو أن نيسان يعرف ماذا فعل بي أمس كالأورام
وتلك الريح الطيبة
ريح من بلادي رجل يبحث عن رزقه في القمامة
امرأة تركض ،ردفاها مثل يقطينتين