Page 49 - merit 39 feb 2022
P. 49
47 إبداع ومبدعون
الشعر في ليبيا
حمزة الفلاح
(ليبيا)
باب الخوف
القتلة كم هم أغبياء! إن ُه وق ٌت جيد للتدخي ِن والكذ ِب،
تقو ُل ذل َك ضاح ًكا على سذاجتهم والمزا ِح الثقيل برفق ِة اللي ْل.
وق ٌت جيد للكتابة
وهم ينظرو ْن. وأن َت تق ُف وس َط ُغرفت َك
ُتحصي النجو َم المنطفئة في سما ِء َك أمام جدرانها الأرب ْع.
والمقاب َر المترامية في أطرا ِف روح َك لا ترى انعكاس َك
هي مدينت َك التي اعتد َت أن تتسك َع تفت ُش عن مقب ِض البا ْب
لا مقاب َض
في شوارعها آخر اللي ْل. لا أبوا ْب.
أن َت تكت ُب من هنا َك
لمن؟ وق ٌت جي ٌد لتدخ َل نفس َك من بابها الذي اعتدت ُه!
باب خوف َك من الخروج.
ولا أح َد يسمع َك في الخارج تظ ُّل هنا َك في ُظلمت َك
تكس ُر نواف َذ البيو ِت المهجورة
تستر ُق السم َع لهذيا ِن المجانين
وتمن ُح الضحايا أسما َء
تلي ُق بملامحهم الأخير َة قبل المو ْت.
تلم ُح الغرباء الذي َن تصفهم في قصائد َك
يرمقون َك من بعي ْد.
ولا تها ُب لصو َص الأزقة التي تم ُر بها
هم يعلمو َن جي ًدا أن َك مفل ٌس.
ته ُز رأس َك ،وتبتس ُم
فيبتسمون خو ًفا ،ظنًا منهم أن َك شب ٌح!
تخر ُج ساعة مقتل َك وتعوي.