Page 45 - merit 39 feb 2022
P. 45
43 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
عبد الرحيم جيران سعيد أكزناي انعكاس ضوئه على بحيرة الأسئلة ،لكن رغم ذلك
ظلت الأسئلة في تناسل وارتقاء..
على المضامين ،سواء ارتبط الأمر بما يتعلق اغسليني أيتها القصيدة
بكوامن بالشاعر «كيف أنام»« ،الصحيفة مملوءة فكي أزرار الغيم
بالهواجس»« ،أرقب نرجيس» ،أما فيما يتعلق بالقيم فأنا القناص
والمجتمع والمحيط فقد خصص الشاعر له بع ًضا وقد أصاب زنادي الصدأ
من المفردات التي أصابت عمق التساؤل «أيها الخل لتبقى القصيدة
ثقيل الماء»« ،جرب أن تلهو قلي ًل» ،كأن الشاعر من وحت ًما ستعصم من الغرق
خلال هذه الدفقات يثيرنا إلى عدم رضاه بما ورث
عن المجتمع والثقافة من إجابات ،ليستمر بعد ذلك ومن الاعتراف بالعجز عن فهم جنون العبارة
في توجيه الأسئلة قائ ًل :كيف جئت؟ فيرد عليه والمجاز ،ينتقل إلى محراب القصيدة ،يرجو من
السكون غسل ما لوثته الأسئلة ،يرجو فه ًما لعمق
السائل :ومن أنت؟ ذاك العالم وإن كان صعب الانقياد ،فالهمس منحة
تعطى ولا تكسر من أجلها الخواطر ،ولا تلوى
-4الأساليب ورقة التعابير من أجل أخذ عطائها الأذرع ،فالقبس اتحاد بين
الروح والأنا ،بين المطر والغيم ،بين الحطب ولهيب
تميزت الأفكار المرسلة بين السطور المتناسقة النار ،بين الأرض والمطر ،بين السمك والماء ،إنها
الدقيقة المبنى ،والقليلة الكلمات ،بحمولة تعبيرية القصيدةَ ،تطلب ولا ُتطلب ،تمنح ولا تمنح ،فإن
قوية ،مزجة بين الطموح المأمول والواقع المرسوم. أنت أردت هبت بنغمها نحو الأعماق ،وإن هي
أرادت جاءتك بزاد العشق من وادي عبقر ،لتحيل
فأثثت لنوع من التضاد القائم في الصورة دنس رؤياك المتواترة إلى جنة عدن وربما خاد ًما في
المرسومة:
بلاط سليمان العبقر.
في سفر التاريخ
قد يصير المحو كتابة -3معجم الديوان
لكن ما كل يد تكتب حين المحو..
ثم أغرس في القعر.. استعان الشاعر في قصائده المبثوثة هنا وهناك
على معجم يكتنزه حب الطبيعة من جهة،
والاستعانة بعلاقاتها العجيبة في إيصال معنى
التجربة وخصوصيات مراقيها ،فالسنونو والورد
والأقحوان والزهر والسحاب والمطر والحديقة كلها
معالم رسمت لوحة شاعرنا وزينت طريقه للوصول
إلى إجابات تشفي الغليل ،لكن كل راحلة امتطاها
الشاعر وسار بها للوصول إلى الوادي كانت تهون
مع ثقل الإجابة ،واستحالة الصمود ،فانتهى به
المطاف متنزها بين صرح القصيدة ،منتع ًل مجاز
ظلالها ،ومتأب ًطا لنغم موسيقاها ،ووال ًجا لمحرابها
الضيق الذي كلما تقدمت نحوه انبلج نور من سناه
وأورد لك حب ًل تنجو به من ثقل السؤال.
بالإضافة إلى ذلك ظل الاستفهام والاستفسار
والترقب ومحاولة فهم العلاقات التيمة الغالبة