Page 42 - merit 39 feb 2022
P. 42
العـدد 38 40
فبراير ٢٠٢2
للأساتذة بمدينة مرتيل سنة ،2014حين التقى الزاد العلمي والثقافي ما يؤهله إلى خوض غمار
أستاذه في الطريقة ،وأستاذه في التجربة ،وأستاذه أي تجربة إبداعية ،وسعيد أكزناي من الأساتذة
الباحثين الشغوفين بالبحث والتنقيب العلمي من
في دفع الهواجس وإبادة المبررات والتسويف.
وعن هذه اللحظة الانتقالية الفاصلة يحدثنا سعيد جهة ،والمهووسين باقتناء الكتب ذات الاهتمام
أكزناي في سياق حوار أجريناه معه حول الشعر الأدبي من جهة أخرى.
الشبابي المعاصر ومآلاته في منطقة الشمال المغربي: -1مسيرته العلمية:
«ما زلت أذكر ذلك الإحباط الذي كان يحوطني وأنا
أفشل في تصفيف كلمات قد تسمى مجا ًزا قصائ َد ولد سعيد أكزناي في قرية الحصن الواقعة بإقليم
أو أبيات ،إلا أنني لم أتخل قط عن هذا الحلم ،حتى تطوان سنة ،1989وبه نشأ وتربى إلى أن بلغ سن
أتت تلك السنة التي التقينا فيها أستا ًذا أديبًّا وناق ًدا التمدرس ،فأدخله والده إلى كتاب القرية ،شأنه في
حاول جهده أن يخرج من صفوف طلبته حام ًل ذلك شأن أغلب سكان أهل المناطق الجبلية الذين
لواء الشعر ،ما زلت أذكر كلماته المشجعة ،وأنه كان لهم -ولا يزال -حب وتعلق كبيرين بالقرآن
كان أول من أطلق عليَّ لقب المبدع ثم الشاعر بعدها،
كانت تلك السنة سنة الانتقال إلى المدرسية العليا والتعليم الديني ،بعد ذلك سيلج سلك التعليم
للدراسة ،والانتقال من حالة الإحباط إلى حالة الأمل الابتدائي ،إلى أن يحصل على شهادة الدروس
الشعري ،ما كان هذا الأستاذ ،إلا أستاذنا العزيز الابتدائية ،وبعدها سيلتحق بالثانوية الإعدادية
الدكتور عبد الرحيم جيران ،وشاء الله أن اجتمع في أنوال ،وبعد تحصيله على شهادة الدروس الإعدادية
فصلنا سنتها نخبة إنسانية طيبة من الطلبة كانت سينتقل إلى الثانوية التأهيلية القاضي عياض ،وبقي
بها يدرس إلى أن نال شهادة الباكالوريا في الآداب
لي نعم العون والسند». والعلوم الإنسانية سنة .2008والتحق بجامعة
كانت هذه التجربة بداية مخاض جديد أزال فيه عبد الملك السعدي كلية الآداب والعلوم الإنسانية،
شاعرنا غطاء الخوف والتوجس والقلق ،وانطلق
بعدها كعصفور نال حريته بعد دهر من الأسر، وبهذه الجامعة سينال:
فكان من نتائج هذا الانعتاق الداخلي البدء في نسج -شهادة الإجازة الأساسية في الدراسات العربية
خيوط ديوان امتزجت فيه معالم الطبيعة الغنَّاء،
بتجربة البناء والقلق والتوجس بين جدران الجامعة سنة .2011
أو لنقل المدينة ،هذه التجربة التي أثمرت ديوا ًنا -شهادة الإجازة المهنية في اللغة العربية وآدابها
شعر ًّيا رائ ًقا تحت عنوان« :هذيان رجل يحمل
وجهي» ،وهو مخاض تجربة من المدرسة العليا سنة .2013
أيام بين أعماق الطبيعة في جبال -شهادة التخرج من المركز الجهوي لمهن التربية
نواحي تطوان ،وهمسات بين
أسوار الجامعة ،أو لنقل بصفة والتكوين .2015
أدق بين عوالم المدينة ،فهو -شهادة ماستر الأدب العربي في المغرب العلوي
«عصارة تجربة ذاتية في البحث
الأصول والامتدادات ،في
عن الماهية والغائية في هذه موضوع «تجلي الجميل
الحياة ،بحث أرهق هذه الذات في الشعر المعاصر بشمال
سؤا ًل فارتأت أن تفرغ بع ًضا
المغرب».
من شحناته على الورق». -2مسيرته الإبداعية:
لم تقف تجربة الكتابة عنده بدأت قريحة الإبداع عنده
عن هذه الحدود ،بل انتقل بعد تتفجر مبك ًرا ،إلا أن الدفقة
التي فجرت المستحيل وأبانت
عن المخفي هي لحظة التقاء
القلب بالعين ،والذات بالروح،
وهنا نتحدث عن لحظة انتظامه
ضمن سلك المدرسة العليا