Page 38 - merit 39 feb 2022
P. 38

‫العـدد ‪38‬‬                   ‫‪36‬‬

                                                     ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

                        ‫صدحت في نفسه أنفسنا‬                            ‫الطيور بهذه الديار‪.‬‬
                ‫فتسامعنا سواء‪ ،‬وسمعنا الكروان‬
                                                     ‫وقد كرس الشاعر نحو ثلث الديوان لطائره الأثير‪:‬‬
                    ‫***‬
                           ‫واحدة أو مائة ترجعه‬                    ‫الكروان‪ ،‬وص َّدره بهذه الأبيات عنه‪:‬‬
                          ‫عندنا أو عندكم مطلعه‬                    ‫بالليل تترى‬     ‫هتفات ال ِك ْروان‬
                                                                  ‫نو ًرا و ِعطرا‬  ‫ومعاني الربيع‬
                         ‫ذاك شيء واحد نسمعه‬
               ‫في أوان وبيان‪ ،‬هو صوت الكروان‬                      ‫وجمال الحياة حبًّا وحسنًا‬
                                                                  ‫وشبا ًبا يفيض عط ًفا وبشرا‬
                    ‫***‬                                           ‫ب ُّت أصغي لها‪ ،‬وأقبس منها‬
                      ‫واح ٌد بين عصور وعصور‬                       ‫ثم ترجمتها لمن شاء شعرا‬
                                                     ‫(ال ِك ْروان‪ :‬جمع َك َروان‪ .‬هدية الكروان‪ ،‬ص‪)13‬‬
                    ‫نحن نستحيي به تلك الدهور‬           ‫ومن أعذب قصائد الديوان في الجزء الخاص‬
                      ‫لم يفتنا غابر الدنيا الغرور‬
                                                     ‫بالكروانيات القصيدة الآتية‪ ،‬تحت عنوان «ما‬
                ‫في أوان الكروان‪ ،‬ما أحب الكروان‬      ‫أحب الكروان!»‪ُ ،‬يذ ِّكر فيها الشاعر حبيبه بصوت‬
                         ‫(هدية الكروان‪ ،‬ص‪)29‬‬            ‫الكروان وهتافه الخالد‪ ،‬ويجعله همزة الوصل‬

            ‫دعاء الكروان‬                                          ‫بينهما على البعد‪ ،‬والتي يستفتحها بقوله‪:‬‬

 ‫ثم يأتي الدور على العميد‪ ،‬الذي ألف ثالث رواياته‬                       ‫ما أحب الكروان!‬
      ‫بعنوان «دعاء الكروان» (‪ ،)1941‬بعد روايتيه‬
                                                                       ‫هل سمعت الكروان؟‬
 ‫«أديب» (‪ )1935‬و»القصر المسحور» (‪ ،)1936‬فلا‬
‫ينسى ديوان صديقه العقاد على الرغم من صدوره‬                        ‫موعدي يا صاحبي يوم افترقنا‬
 ‫قبل ذلك بثمان سنوات (‪ )1933‬ف ُي َص ِّد ُرها بإهداء‬
‫لصديقه يقول له فيه‪« :‬أنت أقمت يا سيدي للكروان‬                     ‫حيث كانت جيرة أو حيث كنا‬
                                                                  ‫هات ٌف يهتف بالأسماع وهنا‬
   ‫ديوا ًنا فخ ًما في الشعر الحديث‪ ،‬فهل تأذن في أن‬
   ‫أتخذ له ع ًّشا متواض ًعا في النثر العربي الحديث‪،‬‬               ‫هو ذاك الكروان‪ ،‬هو هذا الكروان!‬

     ‫وأن أهدي إليك هذه القصة‪ ،‬تحية خالصة من‬                       ‫***‬
                               ‫صديق مخلص»‪.‬‬
                                                                       ‫الكراوين كثير أو قلي ْل‬

                                                                  ‫عندنا أو عندكم بين النخي ْل‬
                                                                  ‫ثم صو ٌت عاب ٌر ك َّل سبيل‬
                                                                  ‫هو صوت الكروان في سبيل الكروان‬

                                                                  ‫***‬

                                                                       ‫لي صدى منه فلا‬

                                                                                  ‫تنس صداك‬

                                                                                  ‫هو شاديك بلا‬

                                                                                  ‫ريب هناك‬

                                                                                  ‫فإذا ما عسعس‬

                                                                                  ‫الليل دعاك‬

                                                                       ‫ذاك داعي الكروان‬

                                                                       ‫هل أجبت الكروان‬

                                                                       ‫ثم ينهيها بقوله‪:‬‬

                                                                       ‫مفرد لكنه يؤنسنا‬

                                                                                  ‫ساهر لكنه‬

                                                                                  ‫ينعسنا‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43