Page 63 - merit 39 feb 2022
P. 63
61 إبداع ومبدعون
الشعر في ليبيا
مفتاح العماري
(ليبيا)
يد الموناليزا
لم أحزر حينها في الحرب
أن «مراد آغا» ورهطه من الأسرى كنت ألعب عند باب البحر
غافلا عن قذائف فرسان الملكة إيزابيلا.
سيبنون قلع ًة حصينة. في الحرب لم أحفل بأسماء رفاقي الذين ضيعوني
وبعد هزيمة فرسان القديس يوحنا كنت عربي ًدا أع ُّب النبيذ في خمارة قوس ماركوس،
صعلو ًكا في (سوق الخبزة) أبحث عن سكين
سيمكثون هنا أربعة قرون
حتى تتع ّفن ترها ُتهم في سقيفة التاريخ لمعالجة بطيخة ناضجة
لهذا كلّما دخلت غرفة «للاحلومة» لتنظيفها من البق منحني إياها مزارع من سهل ْج َفا َرة.
والغبار
أحاذر مزاج الكسوف،
وغدر يوسف باشا
الذي يتجول في ردهات القصر متنك ًرا بأردية
الحريم.
لكن ماذا لو أتقنت رسم امرأة لها ثغر الموناليزا
عو ًضا عن تعلّم الكلاشنكوف ،وركوب المدرعات.
ماذا لو أجرينا تعدي ًل بسي ًطا على كت ِب التاريخ
العرب ِّي
وجردناها من كل الفرسان الذين صنعهم خيا ٌل
مريض،
وأوكلنا لزرياب وحده؛
تعبئة الفراغات التي تركتها سناب ُك الخيل.
***
في يو ٍم ما
كن ُت كلما مررت بمحاذاة قلعة باب العزيزية
أتخيل حديقة بد ًل من ثكنة.
والآن
بلادي ضاعت ،وأنا لم أعد ذلك الفتى
كل ليلة أحاول تدبير ممر آمن للنوم
وأهم ُس ل ِك
أعطني يد الموناليزا.