Page 37 - islamic.
P. 37

‫الح�صار‬

‫لما رأى المشركو َن في مك ِة المكرم ِة أ ّن النب ّي محمد ًا (ص) لا يتراج ُع عن الدعو ِة إلى‬
‫الإسلا ِم‪ ،‬وإ ّن عد َد المســلمي َن يزدا ُد ويقوى ولم يســـتطيعوا القضا َء على دي ِن الإسـلا ِم‬
‫بالتعذي ِب والتهدي ِد‪ ،‬اتـفـ َق زعما ُء المشركي َن على أ ّن ُيقـاط ُعوا الـرسـو َل (ص) وعم ُه‬

  ‫أبا طالب وأعمامه بني هاشم والمسلمي َن معه؛ لأ ّنهم كانوا يدافعو َن عنه ويحمو َنه‪.‬‬
‫فكت ُبوا صحيف ًة بي َنهم وعل ُقوها في الكعبــ ِة‪ ،‬واتفقوا فيـها على مقاطع ِة الرســـــو ِل‬
‫(ص) وأعمامه‪ :‬أبي طالب وبني هاشم والمسلمي َن‪ ،‬فلا يبيعو َن لهم طعام ًا‪ ،‬ولا يشترو َن‬
‫منهم‪.‬فحاص ُروا المسلمي َن والرسو َل (ص) وزوجته خديجة (ر�ضي الله عنها) وبني‬
‫هاشم ومعهم أبو طالب في مكا ٍن اسمه ِشعب أبي طالب‪ ،‬وقط ُعوا َعنهم الطعا َم ‪ -‬ولم‬

  ‫يص ْلهم إلا الشي َء القلي َل سر ًا‪ .‬فكان ُوا يبقو َن عد َة ايا ٍم بلا طعا ٍم يتألمو َن من الجو ِع‪.‬‬

                                            ‫فك الح�صار‪:‬‬

‫أرس َل الله ُسبحانه حشر َة الأرض ِة إلى صحيفة المقاطع ِة التي عل ُقوها في الكعب ِة فأكل ْتها‬
‫فأخب َر جبري ُل (عليه ال�سلام) النب ّي (ص) بذل َك‪ ..‬فأخب َر النب ّي (ص) عمه أبا طالب بذلك‬
‫وقا َم أبو طالب بإخبا ِر زعماء المشركي َن بأ َن الله تعالى أرس َل حشر َة الأرض ِة على صحيف ِتكم‬
‫فأكل ْتها‪ ،‬فذه ُبوا إليها فوج ُدوها َكما قا َل لهم أبو طالب‪ ..‬فاختل ُفوا بي َنهم وص َّد َق بع ُضهم‬

                         ‫رســـو َل الله (ص) وانتهى الحصــا ُر ونص َر الله نب ّيه (ص)‪.‬‬

                             ‫‪37‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42