Page 39 - islamic.
P. 39

‫من ا آلدا ِب ا إل�سلام ّي ِة‬  ‫الدر ُس الخام ُس‬
   ‫ا أل�صدقا ُء‬

‫جل َس الأولا ُد مع جد ِتهم في حديق ِة المنز ِل وقد اعتاد ْت أ ْن تحكي لهم أجم َل القص ِص‬
                      ‫وفجأ ًة نادى أحم ُد ‪ :‬انظ ُروا إلى أسراب الطيو ِر في السما ِء ‪.‬‬

                ‫فنظ َر الجمي ُع إلى السما ِء وقا َل صادق‪ :‬سبحان الله ما أجملها !‬
             ‫ثم سأل ْت هدى ‪ :‬جـدتي ِلماذا هي مجتمعـ ٌة هكذا وتطي ُر بانتظا ِم؟‬
‫الجد ُة‪ :‬أحبتي الصغار ‪ ،‬لاتستطي ُع المخلوقا ُت العي َش منفرد ًة فتمي ُل جمي ُع‬
‫المخلوقا ِت الى العي ِش المشتر ِك فنج ُدها كهذه الطيو ِر عندما تهاج ُر مجتمع ًة وكذلك‬
            ‫الأسما ُك تسب ُح أسراب ًا مجتمعة في الما ِء فذلك يشع ُرها بالأما ِن والألف ِة‪.‬‬
‫والإنسا ُن ايض ًا يمي ُل الى العي ِش مع الجماع ِة فالله خل َقه اجتماعي ًا يح ُب الاجتما َع‬
‫مع الناس والتعر َف إليهم والعي َش معهم فلاب ّد أ ْن يكو َن له أصدقاء يحبو َنه ويح ُبهم‬
‫ويعاونو َنه ويعاونهم‪ .‬وأنتم كذلك أحبتي تميلو َن إلى مصاحب ِة الأصدقا ِء والعيش معهم‬

‫فتشعرو َن بالراح ِة والسرو ِر مع أصدقا ِئكم‪ ،‬لذا أولادي يج ُب عليكم أ ْن تحسنوا اختيا َر‬
‫أصدقائكم فمن تتخذه صديق ًا لك ‪ ،‬هو الصدي ُق المؤم ُن الطي ُب الخل ِق المؤد ُب الذي‬
‫يؤدي واجبا ِته المدرسي َة ويحتر ُم ُمعل َمه ومن هو أكب ُر منه سن ًا ‪ ،‬ذل َك هو الصدي ُق الوف ّي‬

    ‫الذي تتع ّل ُم ِمنه الخل َق الكري َم وح َّب العل ِم ‪ ....‬ولايجل ُب لك أ ًذى ولاضرر ًا‪....‬‬
‫أما إذا كا َن الصدي ُق مهمل ًا لدروس ِه ولايحاف ُظ على النظاف ِة ويعم ُل أعمال ًا سيئ ًة‬

‫وقبيح ًة ‪ ،‬فأ ّنه يض ُّر صاح َبه ‪ ،‬ويجل ُب له السمع َة السيئ َة ‪ ،‬ويج ُب أ ْن تكو َن علا َق ُتكم‬
‫بأصدقا ِئكم علاق َة أخو ٍة ومح ّب ٍة وتعاو ٍن في اللع ِب والدراس ِة وفي كل وقت‪ ....‬فالصدي ُق‬
‫المؤد ُب لايعتدي على اصدقائ ِه ولايؤذيهم‪ ،‬وإذا غا َب أح ُدهم يسأ ُل َعنه‪ ،‬وإذا مر َض‬
‫يزو ُره ولايذي ُع له سر ًا ولايسخ ْر منه ويبدؤ ُه بالتحي ِة ويتعام ُل مع ُه بأد ٍب ولط ٍف واحترا ٍم‬

                                         ‫تل َك هي الصداق ُة الحق ُة والمبارك ُة ‪.‬‬

‫‪39‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44