Page 120 - Book-1-interactiv
P. 120

‫إخلاص نوح في تبليغ الرسالة؛ جحود قومه و�كفرهم؛ نماذج عن صدهم؛‬
‫وأ�فعالهم التي تعلن هذا الصدود؛ نماذج عن الدلائل المنطقية على قدرة الله‬
‫التي ساقها نوح في حديثه إليهم؛ انتهاء الدعوة ببقاء قوم نوح على غيهم حتى‬
‫أ�تى ا ألجل وأ�غرقهم الطوفان؛ لماذا رفع نوح يده بالدعاء عليهم وأ�خيرا دعاء نوح‬
‫لنفسه و ألبويه ولمن دخل بيته وللمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة؛ وللظالمين‬

                             ‫الكافرين بمزيد من الهلاك والتبار‪،‬‬
‫بعض المواطن كانت يسيرة فيما يتعلق باستخراج الهدف البلاغي وبعضها لم‬
‫يكن واضحا بالنسبة لي وإن استشعرت وجود مغزى من هذا السياق أ�و غيره أ�و‬
‫من تلك الصيغة أ�و غيرها؛ لكن في النهاية كنت أ�متلك بعض الرؤى حول السورة‬
‫اجتهدت أ�ن أ�سردها هنا جنبا إلى جنب مع ما ظننته من بلاغة النظم‪ ،‬ولعلي‬
‫أ�كون قد حصدت شيئا يسيرا جديدا؛ وهذا ما لا أ�عرفه على وجه اليقين فقراءاتنا‬
‫في المجال أ�ضيق من أ�ن تستطيع حصر كل ما ورد في التفاسير خاصة تلك التي‬
‫عنيت بالبلاغة ولقد ركزنا في بحثنا هذا على ما ورد في التفسيرين المذكورين‬
‫بتوجيه من ا ألستاذ الد�كتور أ�حمد رجب حجازي _رفع الله ش أ�نه وأ�عز قدره_‬
‫الذي اجتهد ليضع أ�قدامنا على أ�ول الطريق‪ ،‬وأ�حسب أ�نه قد حالفه التوفيق‬
‫إلى حد بعيد؛ وهذه ثمرة الاخلاص‪ ،‬من المهم أ�ن أ�شير هنا إلى أ�ن جزءا كبيرا‬
‫من هذا البحث كان قد �كتب قبل النظر في شروح المفسرين؛ وكنت قد اخترت‬
‫تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور وتفسير الكشاف للزمخشري‪ ،‬وأ�نني لدي‬
‫قراءتي لبعض المواطن التي تشابه فيها أر��يي مع بعض آ�رائهم؛ لم أ�حاول نزعه‬
‫من البحث فهو بحق يخصني وكنت بلا شك قد عبرت عنه بطريقتي؛ ولا أ�خفي‬
 ‫أ�ن هذا التقارب في الرؤى أ�سعدني برغم أ�نني اختلفت عنهم في مواضع أ�خرى‪.‬‬

                                                    ‫‪118‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125