Page 33 - عبرة في قصص رواد الأعمال
P. 33

‫ولكم في قصص رواد الأعمال عبرة‬

                ‫‪7‬‬

‫كيف نح ِّول المتسولين إلى رواد أعمال؟!‬

‫كانــت حيــاة البروفســـور «محمــد يونــس»‪ ،‬أســتاذ الاقتصــاد فــي جامعــة‬
‫بنغلاديـش عاديـةً تمامـاً‪ ..‬فهـــو مـع درجتـه الأكاديميـة الرفيعـة‪ ،‬أصبح يشـغل‬
‫منصبــاً مرموقـاً فـي بـاده‪ ،‬وأصبـح يحـوز مكــانةً اجتمـــاعيةً ومهنيـةً قويـةً‬

‫فــي بــاده وخارجهــا علــى الســواء‪ ،‬لا ينقصــــه أي شــيء علــى المســتوى‬

                                                  ‫الشخصـــي والوظيفـي‪.‬‬

‫ومــع ذلــك‪ ،‬كان دائمـــاً يتألــم مــن الوضــع الاقتصـــادي الســيِّئ لبنغلاديــش‪،‬‬
‫ودائمــاً كان يشــعر بالأســى‪ ..‬ففــي الوقــت الــذي كان يشـــرح فيــه نظرياتــه‬

‫الاقتصاديـة فـي الجامعـة‪ ،‬بمجـرد خـــروجه منهـا يجـد الفقـــراء والمعوزيـن‬

                             ‫فـي كل مـكان‪ ،‬يبحثـون عـن لقمـة العيـــش‪.‬‬

‫وكان مـن بيـن مـن التقـى بهـم صدفـة‪ ،‬امـرأة هرمـةً تصنـع الكراسـي‪ ،‬عـرف‬
                       ‫أنها تكسـب يوميـــاً ما يســـاوي (‪ )2‬سـنت أمريكي!‬

‫اندهـش جـداً‪ ،‬وسـألها عـن كيفيـة حصولهـا علـى هـذا الهـــامش الضئيـل جـداً‬
‫مـن الربـح‪ ،‬فأجابتـه أنهـا لا تملـك المـال الكافـي لشـراء الخيـزران الـازم‬
‫لصناعـة الكراسـي‪ ،‬فتقتـــرض مـن التـــاجر الـذي يشتـــرط هـو عليهـا بـأن‬
‫تبيعـه بالسعـــر الـذي يحـدده هـو‪ ..‬وعندمـا سـأل عـن تكلفـة الخيـزران‪ ،‬وجـد‬
‫أنـه يكلـف (‪ )20‬سنتـــاً‪ ..‬أي أن كل هـذه المعـــاناة التـي تعانيهـا السـيدة‪ ،‬مـن‬

                                                      ‫أجـل (‪ )20‬سنتـــاً!‬

‫‪www.neqdar.com‬‬                                                                       ‫‪32‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38