Page 37 - عبرة في قصص رواد الأعمال
P. 37

‫ولكم في قصص رواد الأعمال عبرة‬

‫عندمـا وصـل الصبـي لعمـر الــ (‪ )15‬عامـاً‪ ،‬ارتحـل إلـى طوكيـــو باحثـاً‬
‫عــن عمــــل‪ ،‬فحصــــل ‪-‬بصعوبــة بالغــة– علــى وظيفــة متعلــ ٍم مبتــد ٍئ فــي‬
‫محـل تصليـح سـيارات‪ ،‬قضـى فيـه (‪ )6‬سـنوات كاملـة فـي مهنـة ميكانيكـي‬
‫ســيارات‪ ..‬تعلــم فيهــا كل شــيء عــن المحركــــات فــي هــذا الزمــــن‪ ،‬وبــدا‬

                                 ‫واضحـــاً لرؤسـائه أنـه عبقـري حقيقـي‪.‬‬

‫وفـي عمـــر الـ (‪ ،)22‬اقتـــرض (سويشيـــرو) أمـوالاً ليفتتح ورشـته الخاصة‬
‫لتصليـح السـيارات فـي بلدتـه‪ ،‬ولكنـه لـم يسـتغلها فقـط لتصليـح السـيارات‪،‬‬
‫بـل بـدأ بحمـاس شـديد فـي (اختـــراع) بعـض الأمـور‪ ،‬مثـل إطـار معدنـي‬

              ‫لعجـات السيـــارات‪ ،‬التـي كانـت خشـبية فـي المعتـاد وقتهـا‪.‬‬

‫ومـع غمـار الشـباب‪ ،‬أجـرى الشـاب اليافـع العديـد مـن السـباقات حتـى تعرض‬
‫لحــادث كاد يــودي بحيــــاته‪ ،‬جعلــه فيمــا بعــد يعكــف بشــدة علــى محاولــة‬
‫صناعــة حلقــا ٍت دائريــ ٍة لمكبــس غرفــة الاحتــراق فــي المحــرك‪ ،‬المســمى‬
‫(البسـتن)‪ ..‬لـم تمـر سـنوات‪ ،‬إلا وكـــان الشـاب قـد انتهـى مـن صناعـة حلقـة‬

                                                   ‫(بستــــن) خاصـة بـه!‬

‫فـي العـام (‪ )1938‬م‪ ،‬قضـى الشـاب أوقاتـاُ عصيبـــة فـي محــاولة تسـويق‬
‫منتجـه غيـر المسبـــوق‪ ،‬الـذي صـرف عليـه كل مـا لديـه مـن أمـوال‪ ،‬وبـاع‬
‫مــن أجلــه حلــي زوجتــه‪ ،‬فــي محــــاولة لتســويق المنتــج لإحــدى الشــركات‬
‫الكبيـرة فـي اليابـان‪ ،‬إلا أن شـركة (تويوتـا) رفضـــت أكثـر مـن مـرة عينـات‬
‫(البستـــون) الـذي صممـه‪ ،‬غيـر أنـه لـم ييـأس واستمـــر فـي إقنـــاعهم لمـدة‬

        ‫عاميـن كـــاملين‪ ،‬حتـى وافقـت (تويوتـا) أخيـراً علـى شـرائه منـه‪.‬‬

‫‪www.neqdar.com‬‬                                                                   ‫‪36‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42