Page 285 - m
P. 285
283 ثقافات وفنون
حوار
لو تتبعت الإصدارات النقدية
في مصر ،أو –حتى -راقبت
أسماء النقاد المشاركين في
الدوريات العربية ،ستجد
غيا ًبا للأسماء المصرية إذا ما
قورنت بالأسماء المغربية أو
العراقية ..هل يشهد النقد في
مصر تراج ًعا في هذه الفترة؟
وهل غياب جابر عصفور
وصلاح فضل أثر على
الوجود المصري؟
شكري عياد سعيد شوقي رشيد بو جدرة مصر ليست بخير الآن ومنذ فترة
طويلة فيما يخص الحضور الرائد
لا تملكه ولا يتوفر لك في مصر، مكتوم ،وطبيعي ج ًّدا أن تتراجع
فكيف لا تتراجع الأسماء المصرية الأسماء النقدية المصرية في ظل نقد ًّيا ،حتى في حضور علمين
التردي الذي زحف من خارج كبيرين مثل جابر عصفور وصلاح
نقد ًّيا على مستوى المجلات أسوار الجامعات فاستوطن عقول فضل قبل رحيلهما ،هناك من يرى
المتخصصة؟ هذا وضع عادل ج ًّدا أساتذتها ،الجامعة لم تكن استثنا ًء
مما أصاب المجتمع كله مما نعرف أنهما أفسدا الحياة الثقافية بقدر
وطبيعي. جمي ًعا ،عندما تتردى الأوضاع ما يرى آخرون أنهما أثرياها ،هما
الاقتصادية لا تطلب من الجامعة في النهاية كانا رجلي دولة قبل أن
قبل ربع قرن كانت كليات وأساتذتها أن يكونوا أنبياء ،على يكونا مثقفين وناقدين ،ومنجزهما
الآداب بالجامعات المصرية الأرجح سيكونون فصاميين ،هم
تص ِّدر كبار النقاد للحياة عيون المجتمع التي تم إطفاؤها على الآن على المحك ،ولكن للحق قدم
مهل ،في مناخ كهذا كيف تكون جابر عصفور الكثير من الخدمات
الثقافية :عبد القادر القط
وعز الدين إسماعيل وعبد طليعيًّا ورائ ًدا ومؤث ًرا؟ للثقافة المصرية أكثر بكثير مما
المحسن طه بدر وشكري تقدمت الأسماء المغاربية ،وفي قدم صاحبه ،يكفي مشروعه الرائد
المملكة المغربية خصو ًصا لأن
عياد ومحمود علي مكي لديهم مخصصات ومؤسسات في في الترجمة.
والطاهر مكي وعبد المنعم شكل مختبرات ،هم أبناء الثقافة يمكنني القول إن التدهور تزامن
تليمة وإبراهيم عبد الرحمن
الغربية الفرنسية خصو ًصا مع رحيل عز الدين إسماعيل
ومحمد عناني وسمير ويعملون وفق اشتراطاتها ،أعني فتغيرت الأحوال ،لك أن تعود إلى
سرحان ورضوى عاشور أنهم يعملون كفريق لا أفراد ،ولهم مجلدات المؤتمرات التي كانت تعقد
رؤى واستراتيجيات ،وكل هذا أنت آنذاك وت َّطلع على جسارة الأسماء
وسيد البحراوي ..ومن
قبلهم سهير القلماوي إلى وعناوين البحوث النقدية التي
كانت تقدم وقتها ،وتقارنها بما
يحدث الآن ،ستعلم يقينًا أننا كنَّا
البادئين دو ًما وخلفنا قاطرة عربية
طويلة ،لكننا لسنا كذلك الآن،
تلك حقيقة مرة نتعامل معها بألم