Page 136 - m
P. 136
العـدد 57 134
سبتمبر ٢٠٢3 الطيب خالدي
(الجزائر)
وحده الشعر قد ينقذنا..
قراءات في ديوان
«نصف احتمال للفرح»
للشاعرة عبير زكي
لهذه القصيدة من خلال ثنائية الصورة الشعرية صراع الهوامش والمتون في النص
واللغة.
نحاول دائ ًما على ضفاف الكتابة أن نستنجد
لهذا وجب التساؤل المشروع :إذن كيف تعمل
الصورة الشعرية على استحضار الهامش الى بالهامش على اعتباره مرآة تصور خريطة الواقع
دون زيف ،فالهامش من منظور المنظومة المجتمعية
النص؟ حيز مغلق أو دائرة إحداثياتها محدودة المدى ،غير
النصوص ح َّمالة أوجه ،أو بعبارة أخرى ،النصوص
أن الناظم الشعري أو الباحث في عمق الهامش
شظايا متماسكة من الكلمات أو الأفكار تتداخل يجعله مادة قابلة للتحليل ،أو الاعتماد عليه في بناء
مع بعضها أو تعقد قرا ًنا حتى تجعل النص ينبض عوالم شعرية نجمح عمو ًما في رسم دوائر حياتية
بالحياة ،فكلما كثرت الهوامش ظهرت الصور خارج الثنائية الضدية التقابلية للحياة والكتابة،
الشعرية بأشكال مختلفة وأنواع متعددة ،فيغدو أو دوائر الممكن والمستحيل؛ المستحيل حياتيًّا الذي
الهامش محور العملية الشعرية الذي يعمل على يملك سلطة وجوده من ممكنات الكتابة التي يجدث
استقطاب جمهور الهامش إلى المتن ،ومن ثم لها أن تصبح بلا عد ولا حد.
فالهامش هو المساعد الفعلي للشاعرة على بناء هرم ربما تصبح فكرة الهامش بمجرد خروجها من
التداول العام غير جديرة بالتعايش ،لكن ما يمكننا
النص من خلال تشجيع الصورة الشعرية على فهمه هو أن الشاعرة يستهويها الهامش لأنها
الخروج العلني الجمالي الصاخب إلى الجمهور، تسعى إلى بناء نص متجانس قوامة الهيكل العام
وذلك بغرض جعله محور العملية الإبداعية ومحط
رحال الحجيج السائرين صوب المعنى ،ومن ثم