Page 44 - تاريخ ثامن_Flat.
P. 44

‫لك ّل مشكلة ح ّل‪:‬‬

‫اسـتفادت الدولـة العربّيـة فـي العصـر الأمـو ّي مـن النظـام الإدار ّي الـذي كان موجـوداً فـي بـاد‬
‫ال ّشـام والعـ ارق أثنـاء الاحتـال البيزنطـ ّي والفارسـ ّي‪ ،‬لأ ّن العـرب تقّبلـوا الأخـَذ م ّمـا سـبقهم مـن نظـم وقوانيـن‪،‬‬
‫فظلّـت الدواويـن تُـدّون بلغـا ٍت مختلفـة فالِقبطّيـة فـي مصـَر والفارسـّية فـي العـ ارق واليونانيـة فـي بـاد ال ّشـام‪،‬‬
‫لكـن بعـد اسـتق ارر الدولـة لـم َي ُعـْد مـن المناسـ ِب أ ْن تُكتـب دواوينهـا بغيـر لغتهـا الرسـمّية‪ ،‬وعلـى حاكمهـا أن‬
‫يكـون لـه دوٌر فـي تنظيمهـا‪ ،‬ويشـر ُف علـى سـجّلتها ودواوينهـا إشـ ارفاً مباشـ اًر‪ ،‬فاحتـاج الخليفـة الأمـو ّي عبـُد‬
‫الملـ ِك بـ ُن مـروا َن إلـى حـ ٍّل جـذرٍّي يعّبـر عـن اسـتقلالّية الدولـة وشـخصّيتها‪ ،‬فـكان التعريـ ُب؛ أ ْي‪ :‬جعـ ُل لغـ ِة‬

                                                               ‫الكتابـة فـي الدواويـن اللغـةَ العربّيـة‪.‬‬

                                                                                             ‫أبني‬
                                                                                           ‫أفكاري‪:‬‬

    ‫الإحساس بالمشكلة‬               ‫‪ -1‬أكمل مخطّط ح ّل المشكلات بعد ق ارءتك الن َّص‪.‬‬
       ‫ما المشكلة؟‬
                                    ‫‪ -2‬ما المشكلة التي واجهت عبَد المل ِك ب َن مروا َن؟‬
‫الحلول الموجودة في النص‬         ‫‪ -3‬ما الح ُّل الجذر ُّي الذي أوجَده لمواجهة هذه المشكلة؟‬

                                            ‫‪ -4‬ب أريك هل كان هذا الح ُّل مثالياً؟ لماذا؟‬

‫في أريك‪ :‬ما الحل الأمثل؟‬                          ‫‪ -5‬ما أثُره في الوقت الحاضر؟‬
‫ما دليل أنه كان حلاً مثالّياً؟‬  ‫‪ -6‬ما الدوافع الوطنّية التي جعلته يتّخذ هذا الق ارر؟‬

                                    ‫مناصب ومه ّمات‪:‬‬

‫يـد ّل التنظيـُم الإدار ّي فـي أ ّي دولـة علـى مـدى تطّورهـا وعنايتهـا بتوفيـر حاجـات ك ّل النـاس فـي‬
                             ‫مجتمعهـا‪ ،‬وترتبـط هـذه التنظيمـات بطبيعـة العصـر وحاجـة المجتمـع‪.‬‬

‫كان الخليفة العباسـ ّي أبو جعفٍر المنصو ُر يقول‪« :‬ما كان أحو َجني إلى أن يكو َن على بابي أربعةُ‬
‫َنفَـٍر‪ ،‬لا يكـون علـى بابـي أعـ َّف منهـم‪ .‬قيـل لـه‪َ :‬مـ ْن هـم؟ قـال‪ :‬هـْم أركا ُن الملـك‪ ،‬ولا يصلـح الملـك إّل‬
‫بهـم‪ ،‬كمـا أ ّن السـريَر لا يصلُـح إّل بأربـ ِع قوائـَم إ ْن َنقَ َصـت واحـدةٌ َوهـ َن (أي َض ُعـف)‪ :‬أ ّمـا أحُدهـم فقـا ٍض‬
‫لا تأخـذه فـي الله لومـةُ لائـم‪ ،‬والآخـُر صاحـ ُب شـرط ٍة ُينصـف الضعيـف مـن القـوي‪ ،‬والثالـث صاحـ ُب َخـَارج‬
‫يسـتقصي ولا يظلم الرعّية؛ فإّني عن ظلمها غن ّي‪ ،‬وال اربع – ثم ع َّض على إصبع ِه السـّبابة ثلا َث مّارت‪،‬‬

    ‫يقـول فـي ك ّل مـّرة‪ :‬آه آه‪ .‬قيـل لـه‪ :‬ومـن هـو؟ قـال‪ :‬صاحـ ُب بريـٍد يكتـ ُب بخبـِر هـؤلا ِء علـى الص َّحـة»‪.‬‬

                                ‫‪36‬‬
   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49