Page 169 - ملف الإنجاز مقرر إعداد المعلم
P. 169
مقدمة:
تتعدد محاولات إصـــــلاح النظم التعليمية في البلدان العربية ،وتشـــــمل هذه المحاولات معظم
عناصـــــر العملية التعليمية ســـــواء المعلم أو المناهج الدراســـــية أو الإدارة المدرســـــية أو غيرها من
العناصـر ،وعلى الرغم من شمول تلك المحاولات لمعظم العناصـر السـابقة فإنها تؤكد على أن المعلم
هو المحور الأساس في أي إصلاح تربوي حيث تتوقف على جودة إعداده فعالية الأداء المدرسي،
ونجاح الاصـــلاحات التربوية المختلفة ،وتعتبر قضـــية إعداد المعلم من القضـــايا التي لا تزال تحتل
مسـاحةكبيرة على سـاحة الفكر التربوي وذلك لأهمية الدور المتطور والمتعاظم للمعلم في العملية
التعليميـة ،فـإن الحـاجـة إلى تحقيق التميز في إعـداده وتنميـة كفـاياتـه المهنيـة في مختلف أبعـادهـا
القيمية والعلمية والاجتماعية والتربوية ،أصبح ضرورة حتمية للتنمية الوطنية من أجل تحقيق حياة
أفضــل وتأمين مســتقبل الأجيال ،ولن تكون مهنة التعليم في وضــع يمكنها من تحقيق دورها في
المســـــتقبل وجعلها على قدم المســـــاواة مع المهن الأخرى ،وتطوير فعاليتها مالم تنظم تنظيم جيد
أكثر تكيفـاً مع الأســـــــاليـب التربويـة الحـديثـة ،ولن يتم ذلـك إلا من خلال إعـادة النظر لبرامج
إعداد المعلم الحالية فيكليات التربية وتقويمها ومن ثم وضع الخطط التطويرية ،ومن وسائل تطوير
برامج إعداد المعلم الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في إعداد معلميهم والاستفادة منها قدر
الإمكان.
سـيتم في هذه الورقة اسـتقراء نظام إعداد المعلمين في دولة سـويسـرا وتوضـيح سـبب اختيار
هذه الدولة ومن ثم عرض أوجه الاستفادة الممكنة والتي من شأنها إصلاح برامج إعداد المعلمين
في المملكة العربية والسعودية.
168