Page 40 - كتاب شرح جزء عم
P. 40
أﻳﺔ ﻛﻴﻒ و ّﺿﺤﺖ ا ﻳﺎت اﻟﺤﺎل اﻟﻤﻔﺘﺮض أﻳﺔ ﻋﻼم ﻳﺪﻟﻨﺎ ﺧﺘﻢ اﻟﺴﻮرة
16-14أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ؟ 22-21ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ؟
ﻟﻤﺎ ذﻛﺮ ا ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻄﺸﻪ ﻓﻲ ا ﻳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺧﺘﻢ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
ذﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﻳﺎت رﺣﻤﺘﻪ وﻣﻐﻔﺮﺗﻪ وﻟﻄﻔﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺣﻜﻴﻢ ،ﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻦ أي ﺗﺒﺪﻳﻞ أو ﺗﻐﻴﻴﺮ،
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﻮدود. إذا ﺳﺎر ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﻋﺬاب ا ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻓﺎز
ﺑﻤﺮﺿﺎﺗﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ وﻳﺤ ّﺬر ﻣﻦ ﻛﻞ
ﻓﺈن ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن دوﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻮف
واﻟﺮﺟﺎء ،ﻻ ﻳﺘﻤﺎدى ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺄ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻐﻔﺮة ا ﻋﺰ ﺷﺮ.
وﺟﻞ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻳﺄس وﻗﻨﻮط ﻣﻦ ﻋﻔﻮه، ﻓﻠﻨﺘﻤ ّﺴﻚ ﺑﻪ وﻧﺤﻔﻈﻪ ،وﻧﺘﻌﺎﻫﺪه ﻟﻴﻼ
ﻓﺒﻬﺬا اﻟﺘﻮازن ﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﺣﺐ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻧﺴﻌﻰ
إﻟﻰ إرﺿﺎﺋﻪ ،ﻣﻊ إﺣﺴﺎن اﻟﻈﻦ ﺑﻪ ﺟﻞ وﻋﻼ ،واﻟﺜﻘﺔ ﺑﺄﻧﻪ وﻧﻬﺎرا ،وﻧﺠﻌﻠﻪ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ.
ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ.
رﺳﺎﻟﺔ: أﻳﺔ وردت أﺳﻤﺎء ﻋﺪﻳﺪة ﻋﺰ وﺟﻞ
9-8وﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻻﻳﺎت ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ؟
ﻗﻬﺮ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺑﻄﺸﻪ ﺑﺎﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻳﻘﺎﺑﻞ رﺣﻤﺘﻪ وو ّده ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ وﺻﻒ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ب )اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻤﻴﺪ( إﺷﻌﺎر ﺑﺄﻧﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮة اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ واﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ
واﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ...ﻓﻠﻨﺴﺘﺸﻌﺮ دوﻣﺎ أﻧﻪ
ﺷﺎﻫ ٌﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻼ ﻧﻌﻤﻞ إﻻ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،إذ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﻮ اﻟﻐﺎﻟﺐ ،وﺟﺎء اﻟﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﺤﻤﻴﺪ
ﻟﺌﻼ ﻳﻴﺄس ﻫﺆﻻء اﻟﻜﻔﺎر ﻣﻦ رﺣﻤﺘﻪ ،ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎب
وﻳﺮﺿﻰ. اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﻤﻐﻔﺮة ،ﻛﻤﺎ وﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺟﻞ وﻋﻼ ﺑﺄن ﻟﻪ
ﻣﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎوات وا رض ،ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﻮاه ﺧﻠﻘﻪ وﻋﺒﻴﺪه
ﻳﺘﺼﺮف ﻓﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎء ،وﺧﺘﻤﺖ ا ﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
)ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺷﻬﻴﺪ( أي ﻣﺮاﻗﺐ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﺧﺎﻓﻴﺔ ﺳﻮاء ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ أو ﻣﻦ ﺻﺒﺮ
اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ.
ﻓﺒﺎﻟﺘﻌ ّﺮف ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎت ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻌ ّﻈﻤﻪ وﻧﺤﺒﻪ
وﻧﺨﺸﺎه ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮرث ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ اﻟﻌﺰة ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻋﺒﺎد
ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻬﻮ ﻧﺎﺻﺮﻧﺎ ،وﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻨﺎ
أﻋﺪاؤﻧﺎ ﺷﻬﻴﺪ.
١٧ﺣﺪﻳﺚ :ﺧﺒﺮ
39