Page 42 - كتاب شرح جزء عم
P. 42
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻄﺎرق اﻟﺬي أﻗﺴﻢ أﻳﺔ
ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﻮرة ،و
إﻇﻬﺎر رﻗﺎﺑﺔ ا اﻟﻨﺎﻓﺬة 4-1
وﻗﺪرﺗﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ. ﻋﻼم أﻗﺴﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ؟
أﻳﺔ
ﻣﺎ اﻟﻤﺮاد ﺑﺎ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﻄﺎرق ﻫﻮ اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺜﺎﻗﺐ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ا ﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،أﻗﺴﻢ
اﻟﻮارد ﻓﻲ ا ﻳﺔ؟ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ وﺑﺎﻟﺴﻤﺎء ﻟﻌﻈﻢ ﺷﺄﻧﻬﻤﺎ ،وأﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ أن أﻳﺔ 9
ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﻜ ّﻠﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻓﻆ ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻠﻴﻪ أﻋﻤﺎﻟﻪ8-5 ،
اﻟﻤﺮاد ﻫﻮ ا ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﺘﻨﺎ ،اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ
اﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﻔﻜﺮ ﺑﻌﻘﻮﻟﻨﺎ ،اﻟﺘﻲ أﻧﻌﻢ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،إن ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻴﺮا أو ﺷ ّﺮا.
ﻓﺈذا ﺧﻠﻮﻧﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﻻ ﻧﻈﻦ أﻧﻨﺎ اﺧﺘﻔﻴﻨﺎ ﻋﻦ أﻋﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻬﺎ ،ﻓﺒﺬﻟﻚ ﻧﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺄن ا ﺗﻌﺎﻟﻰ
اﻟﺬي ﺧﻠﻘﻨﺎ أول ﻣﺮة ﻗﺎد ٌر ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة إﺣﻴﺎﺋﻨﺎ ﻣﺮة اﻟﺨﻠﻖ ،وﻧﺘﺬﻛﺮ أن ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺗﻜﺘﺐ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ،
أﺧﺮى ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت ﻟﻴﺤﺎﺳﺒﻨﺎ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. وا ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻨﺎ رﻗﻴﺐ.
ﻓﻠﻨﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻟﺤﻈﺔ وﻻدﺗﻨﺎ ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻨﺎ
ﻣﺎ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺴﺮاﺋﺮ؟
ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ،وﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺔ ،وﻛﻴﻒ رزﻗﻨﺎ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ
اﻟﺴﻤﻊ واﻟﺒﺼﺮ ﺛﻢ أﻋﻄﺎﻧﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم اﻟﺴﺮاﺋﺮ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻴﻪ ا ﻧﺴﺎن وﻳﺴ ّﺮه ﻣﻦ أﻓﻜﺎر أو
واﻟﺤﺮﻛﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺒﺎﻫﺮة ،ﻓﻨﺤﻤﺪ اﻋﺘﻘﺎدات أو ﻧﻮاﻳﺎ ،ﻓﺎ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﺨﺘﺒﺮﻫﺎ وﻳﻜﺸﻔﻬﺎ
ا ﺗﻌﺎﻟﻰ أوﻻ وﻧﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺮ أو اﻟﻌﺠﺐ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻟﻴﻈﻬﺮ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻔﺎﺳﺪ ،ﻓﻴﺤﺎﺳﺒﻨﺎ
ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ أرذل اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻇﻨﻨﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﺨﻔﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﺮاﺋﺮﻧﺎ ﻓﻲ
ﻳﺒﻐﻀﻬﺎ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ. اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ أﺣﺪ ،ﻓﺈن ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ
ﻣ ّﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺨﻔﻲ وﻣﺎ ﻧﻌﻠﻦ.
ﻓﻴﺠﺐ أن ﻧﻌﺘﻨﻲ ﺑﺴﺮاﺋﺮﻧﺎ ،وﻧﻬﺘﻢ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨﺎ ﻓﻼ
ﻧﻌﻤﺮﻫﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ وﻻ ﻧﺸﻮﺑﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻐﻀﺐ ا
ﺗﻌﺎﻟﻰ.
١اﻟﻄﺎرق :اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺬي ﻳﻄ ُﺮق ﻟﻴﻼ
٣اﻟﺜﺎﻗﺐ :اﻟﻨﺠﻢ اﻟﻤﺘﻮ ّﻫﺞ اﻟﻀﻴﺎء
٦داﻓﻖ :ﻣﻨﺪﻓﻊ.
٧اﻟ ُﺼﻠﺐ :اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻟﻠﺮﺟﻞ 41