Page 47 - كتاب شرح جزء عم
P. 47
أﻳﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس
17-16اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ا ﺧﺮة؟
ُﺧﻠﻖ ا ﻧﺴﺎن ﻣﺴﺘﻌﺠﻼ ﻓﻲ أﻣﻮره ،ﻓﻴﺮﻏﺐ ﻓﻲ
اﻟﺤﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻳﻨﺴﻰ ﻧﻌﻴﻢ
ا ﻓﻲ ا ﺧﺮة ،ﻓﻴﺘﻤﺴﻚ ﺑﻨﻌﻴﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻨﺎﻗﺺ
واﻟﻔﺎﻧﻲ ،وﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﻧﻌﻴﻢ ا ﺧﺮة اﻟﺒﺎﻗﻲ اﻟﺬي ﻻ
ﻛﺪر ﻓﻴﻪ.
ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻧﻮﻗﻦ ﺑﺄن ﻣﻬﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ
اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﺎوي ﻗﻄﺮة ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ اﻟﺠﻨﺔ
وﺣﻼوﺗﻬﺎ ،ﻓﻨﻌ ّﻠﻖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻬﺎ ،وﻧﺴﻌﻰ
ﻟﻠﻔﻮز ﻓﻴﻬﺎ ،وﻧﺴﺄل ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ.
ﻣﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺨﺼﻴﺺ أﻧﺒﻴﺎء أﻳﺔ أﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﻠﺢ؟
ا ﺗﻌﺎﻟﻰ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وﻣﻮﺳﻰ؟
19 15-14ﺑﻌﺪ أن ﺣ ّﺬر ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺒﺨﻞ واﻟﺸﺢ ،وو ّﺑﺦ
ﻫﻤﺎ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ا ﻧﺒﻴﺎءﺷﺄ ًﻧﺎ؛ ﻓﺈﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ
اﻟﺴﻼم ﻫﻮ ﺧﻠﻴﻞ ا وﻫﻮ أﺑﻮ ا ﻧﺒﻴﺎء ،وﻣﻮﺳﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ،ﺟﺎء اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎ ﺧﺮة
وﺑﺄﻫﻮاﻟﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،ﻟﻴﺮﺗﺪع ﺣﻴﻦ ﻳﺪرك ﺳﺮﻋﺎن ﻓﻨﺎء
ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻫﻮ ﻛﻠﻴﻢ ا ،ﻓﻬﻤﺎ ﻗﺪوة اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺣﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺳﻌﻰ ﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
ﻗﻮاﻣﻬﻢ وﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ.
ﻧﻌﻤﻬﺎ اﻟﺰاﺋﻠﺔ.
ﻓﻠﻨﺘﺄﺳﻰ ﺑ ُﺨﻠﻖ ا ﻧﺒﻴﺎء واﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ،وﻟﻨﻬﺘﻢ ﻓﻴﺠﺐ أن ﻧﻌ ّﻈﻢ ﺷﺄن ا ﺧﺮة ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ،وﻧﻌﻤﻞ
ﺑﺎﻟﺘﻌﺮف إﻟﻴﻬﻢ وﻗﺮاءة ﺳﻴﺮﻫﻢ. ﻟﻠﻔﻮز ﺑﻨﻌﻴﻤﻬﺎ اﻟﺒﺎﻗﻲ.
رﺳﺎﻟﺔ:
وﻋﺪ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺤﻔﻆ دﻳﻨﻪ وﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ...
ﻓﻠﻨﺪﻋﻮه أن ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻨﺎ ﻟﺘﻌ ّﻠﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ
وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ وﻻ ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻨﺎ.
46