Page 198 - merit 50
P. 198
العـدد 50 196
فبراير ٢٠٢3 ثال ًثا :أن أولى الكتب والمطبوعات
التي أصدرتها المطبعة كلها
صراحة في أسفلها ،هذا التاريخ يرمي إلى خلق مدنية مصرية خاصة بالجيش وما يتعلق
هو سنة 1235هـ ،وهذا يثبت جديدة تقوم على القوة والسيادة
والعلم الحديث ،وإلى إحداث ثورة بعساكره من قوانين وتعليمات،
أن المطبعة قد أنشئت في تلك فأول ما طبع في بولاق كان
السنة .ويوافق أول المحرم من على عصور الظلام التي غرقت
سنة 1235هـ بالتاريخ الميلادي فيها مصر أثناء حكم المماليك، قامو ًسا للغتين العربية والإيطالية،
20أكتوبر سنة 1819م ويوافق فكان لا بد من طبع كتب الفن ونرجح أن السبب في طبعه كان
آخر ذي الحجة منها 27سبتمبر الحربي والعلوم الحديثة لتحديث الحاجة للترجمة ،ومعروف أن
سنة 1820م ،وعلى ذلك يمكننا محمد علي باشا اتجه أول الأمر
أن نتخذ أواخر سنة 1819م ،من البلاد. إلى إيطاليا في إرسال البعثات،
20أكتوبر والجزء الأول من وكانت اللغة الإيطالية أول لغة
سنة 1820م إلى 27سبتمبر، تاريخ إنشاء مطبعة أجنبية ُتدرس في مدارسه ،ومن
على أنها الفترة التي فيها إما بدأ بولاق إيطاليا بدأت حركة اقتباس
أو انتهى إقامة البناء الذي كانت الحضارة الغربية ،ثم إن طبعه
فيه مطبعة بولاق .على أن فكرة اختلف كثير من المؤرخين حول
المطبعة لم تولد في هذا التاريخ، تاريخ إنشاء مطبعة بولاق ،لكن أعطى رجال المطبعة فرصة تجربة
بل إنها سابقة له بكثير ،فقد أوفد مصدرنا الأساسي في هذا التاريخ نوعي الحروف :العربية والأجنبية
نقولا المسابكي في بعثة إلى إيطاليا هي اللوحة التذكارية التي علقت
ليتعلم فن الطباعة في سنة ،1815 على باب المطبعة وقت إنشائها، التي زودت بهما المطبعة من أول
فإلى هذا التاريخ يرجع التفكير في إنشائها.
وفيها تاريخ لهذا الإنشاء(،)4
إنشاء مطبعة بولاق. ولم نعثر على وثيقة أخرى تقوم راب ًعا :وهو نص صريح يثبت
أما عن تاريخ أول إصدارات أن تاريخ المطبعة نشأ مرتب ًطا
المطبعة ،فمن الثابت مما تحت مقامهاُ .نقش على هذه اللوحة بتاريخ الجيش المصري ،فقد
الرخامية ثلاثة أبيات من الشعر، ورد في كتاب رحلة بروكي ما
ويتضمن الشطر الأخير منها يثبت أن هذه الكتب الحربية
بحساب الجمل تاري ًخا نقش عملت وطبعت خصي ًصا للجيوش
المصرية الناشئة في أسوان ،وقد
المخطط الهندسي للمطبعة الأميرية
كان بروكي من أوائل الرحالة
الذين زاروا مصر في عهد محمد
علي وكتبوا عنها.
قال هذا الرحالة في سياق كلامه
عما أصدرته المطبعة من الكتب
ما ترجمته« :وقد طبع بالمطبعة
تعليمات حربية خاصة بالعساكر
المصرية التي تتدرب في الصعيد،
وهي تعليمات منقولة من اللغة
الفرنسية إلى اللغة التركية حتى
يقرأها الضباط وهم من الأتراك».
هذه الأدلة تؤيد أن مطبعة بولاق
لم تنشأ مستقلة بذاتها ،وإنما
كانت جز ًءا من مشروع كبير كان