Page 217 - merit 50
P. 217
215 ثقافات وفنون
رأي
ما يرجع ذلك إلى ميراث الإنسانية
من ثقافة اضطهاد القبح عبر
العصور.
ما بين اليونان القديمة واليوم
فرق بسيط للغاية ،وهو أن
اليونانيين القدماء لم يشعروا
بالحرج من التصريح بحقيقة
أن كل تلك العمليات التجميلية
هي في حقيقة الأمر نبذ للقبح،
أصبح القبح مثل وصمة العار
على سعادة الإنسان ،نفس المنطق
سا ٍر إلى الآن لكن بطريقة تجعل
التصريح به علنًا أم ًرا صعبًا.
رجاء عليش جورج أورويل آرثر ميللر الاشمئزاز من القبح
الأقوياء أو الأصحاء أو جميلو وتحطيم معنوياته ..يقف البشر هل لاحظت أننا اليوم نهتم كثي ًرا
الشكل ،ذلك لأن الجمال يجعلنا مدهوشين أمام ظاهرة غريبة بأمراض السمنة ،شخصيًّا أعرف
نميل إلى تأليه الجنس البشري لا يفهمونها ،ظاهرة تستفز كل
على شكل تماثيل وآثار ،والقبح أعدا ًدا كبيرة من المحيطين ممن
مشاعر الكراهية في داخلهم ،كل خضعوا لها ،صحيح أن الوزن
يستنزف طاقتنا وروحنا مما الثمار المأساوية التي يصبح
يجعلنا محبطين بشأن مستقبل الزائد يضر بصحة الإنسان
نوعنا ،هل هذا متطرف قلي ًل؟ القبيح فيها ضحية لها في نهاية وبالتالي فالمحافظة عليه أمر
الأمر»(.)2 صحي ،لكن بالحديث عن الأمر
ربما ..بالتأكيد لا نفضل ذلك على طريقة اليونانيين القدماء
لسبب واحد وهو أننا لا نستطيع من الناحية الفلسفية أستحضر فإن الأمر قد يكون مدفو ًعا في
كلمات نيتشه في (أفول الأصنام) الأساس بالاشمئزاز من القبح،
الحكم على الكتاب من غلافه. حين قال« :كل شيء قبيح يضعف عندما تقابل هذا النوع من
يربط نيتشه هذا التحول لمفهوم الأشخاص فأنت في قرارة نفسك
الجمال من الخارج إلى الداخل الإنسان ويحزنه ،لأنه يذكره تشعر بنوع من النفور وحتى
بذكر الثورة التي أحدثها الكهنة بالفساد والعجز والخطر ،القبح الغضب تجاههم ،يبدو أنه من
يفقد قوة الإنسان ،عندما يكون الخطأ التصريح بمثل هذا الأمر،
والفلاسفة الذين تحدث عنهم الإنسان قبي ًحا يصاب بالاكتئاب.. لأنه غير أخلاقي للغاية لكن هذا
سقراط ،رفض سقراط الجمال يفقد إحساسه بالقوة ..وتتضاءل
إرادته في السيطرة بسبب القبح»، يحدث.
الجسدي باعتبار أنه سبب ما يطرحه نيتشه أننا نعتبر القبح كتب (رجاء عليش)« :القبح
رئيسي للسعادة ،مدعيًا أن العقل يستفز مشاعر الآخرين العنيفة،
تهدي ًدا لمجموعتنا البشرية ،أو كل حاستهم النقدية الساخرة،
يحب الفضيلة والفضيلة تجلب على حد كلماته انحلال لمجموعة فيوجهونها بضراوة عنيفة ناحية
السعادة -يبدو أن سقراط نفسه البشر المتفوقين ،بالنسبة لنيتشه: الإنسان القبيح ،قاصدين إهانته
لم يكن على قدر من الجمال -كان الأشخاص المستحقون للتقدير هم
لدى نيتشه تفسير ساخر لكل