Page 235 - merit 50
P. 235
233 ثقافات وفنون
فنون
بفعل الشراء إلا بالاعتماد على أو الأفكار المعروضة دون تردد، الاستهلاكية غير المحدودة،
الإشهار ،فهذه النظرية تتعامل مع ويمكن إجمال هذه المقومات في وبالتالي فالإشهار هو الذي يقوم
المتلقي كشخص ليس له القدرة على بتحديد حاجات المتلقي وتوجيه
خمس نظريات كالتالي: رغباته ،فهو المتحكم الأساسي في
الاختيار ،وبالتالي يقوم الإشهار نظرية القيمة :حيث يقوم
بتوجيهه إلى المنتوجات التي يحتاج الإشهار بالإخبار عن منتوج الاستهلاك ،إذ لا يمكن للمتلقي
جديد أو خدمة مع التركيز على أن يستهلك دون الاعتماد على
إليها في حياته ،وذلك بفضل ما قيمة المنتوج في حد ذاته مع ذكر الوصلات الإشهارية ،لهذا إن
يستعمله الإشهار من منبهات مميزاته ،دون إغفال استعمال الإشهار يحقق أحلامنا ،عن طريق
ومحفزات لإرشاده إلى المنتوج، بعض الأساليب الفنية التي المنتوجات التي يعرضها ،إذ تعتبر
والغاية من هذا هو البيع وتحقيق تعطي للإشهار قيمة مضافة، بمثابة حلول نهائية لكل المشاكل
الربح المادي ،لهذا نجد التكرار لكن التركيز الأساسي يكون على
المتواصل للوصلات الإشهارية القيمة الحقيقية للمنتوج أو الخدمة التي يواجهها الإنسان.
سواء بنفس الصيغة أو بصيغ المعروضة ،وبالتالي فهذه النظرية وبهذا فالإشهار ليس عشوائيًّا
متعددة تروج لنفس المنتوج. تحتفي بالمنتوج كقيمة ،وبالتالي في بنائه ،بل منظم ومحكم يعتمد
يكون الهدف هو إقناع المتلقي على مجموعة من البنيات التي
النظرية السيكولوجية: تعد أساسية في عملية الإقناع.
تتوجه هذه النظرية بدورها إلى بالقيمة الحقيقية للمنتوج. إنه «يتوجه إلى الرغبات الدفينة
المستهلك ،لكن مع التركيز على النظرية السلوكية :ترتكز هذه التي لا ترى باللغة المجردة ،إنها
الجانب اللاواعي في الذات بشكل النظرية على جعل المستهلك لا يقوم تستدعي وض ًعا تتجسد من خلاله
خاص (الرغبات الخفية ،الغريزة، الاستيهامات ،لذلك يطلق عليه
أي ًضا (الإشهار الإيحائي) ،فهو
يكتفي بالتلميح والإغراء ووصف
الوضعيات التي يمكن أن يتحقق
ضمنها المنتج .فالمنتج في هذه
الحالة قيمة حياتية وليس مجرد
مادة للاستهلاك»(.)6
إن عملية الإقناع التي يهدف
إلى تحقيقها الخطاب الإشهاري
لن تتأتى له بشكل عرضي ،بل
يجب أن تبنى على معرفة مسبقة
ومحكمة بكل الظروف المحيطة
بالمستهلك ومحيطه ،واستثمارها في
بناء وصلة قادرة على خلق صدى
إيجابي في ذهن المتلقي ،وتحريك
عاطفته اتجاه الموضوع المعروض،
لهذا «يعتمد الإشهار في صياغته
وإنتاجه على مجموعة من الأسس
والمقومات التي تساعده على تحقيق
غايته الأساس ،وهي إقناع المتلقي
بالإقبال على المنتوج أو الخدمة