Page 65 - merit 50
P. 65

‫‪63‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

       ‫في العالم الافتراضي بسرعة أكبر من العالم‬                                              ‫والتدرج‪.‬‬
                                       ‫الواقعي‪.‬‬       ‫(‪ )٣‬يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يستبدل‬

    ‫في النهار كانت الأحوال مختلفة تما ًما‪ .‬كنت قد‬                                        ‫به الاستبداد‪.‬‬
     ‫قلصت مواعيد فتح الصيدلية بناء على نصائح‬             ‫هذه قواعد رفع الاستبداد وهي قواعد تبعد آمال‬
   ‫العائلة‪ ،‬خاصة بعد التخريب الذي أصاب شركة‬               ‫الأسراء‪ ،‬وتسر المستبدين‪ ،‬لأن ظاهرها يؤمنهم‬
‫يملكها ابن عمي في مصر الجديدة‪ .‬اقتحم اللصوص‬             ‫على استبدادهم‪ .‬ولهذا أذ ِّكر المستبدين بما أنذرهم‬
 ‫والبلطجية مقر الشركة وسرقوا أجهزة الكمبيوتر‪.‬‬            ‫به الفياري لا يفرحن المستبد بعظيم قوته ومزيد‬
    ‫أما كل ما لا يمكن سرقته فقد تعرض للتحطيم‬            ‫احتياطه فكم من جبار عنيد َج ْن َد ُل ُه مظلوم صغير‪،‬‬
    ‫والتدمير‪ .‬ابن عمي أصيب بحالة استدعت نقله‬
    ‫للمستشفى وقد أمضيت ساعة معه هناك‪ .‬كان‬                   ‫وإني أقول‪ :‬كم من جبار قهار أخذه لله عزيز‬
    ‫الأطباء مستاءين مما يجري‪ .‬ويؤكدون أنه لولا‬                                                ‫منتقم]‪.‬‬
   ‫شركة الأمن لكانت المستشفى تعرضت للهجوم‬
     ‫والنهب مرات عديدة‪ .‬كثير منهم أصبح يحمل‬               ‫علقت «نهير» على تدوينتي بعد نشرها بدقائق‪:‬‬
                                                           ‫سائق التاكسي هيفهم بتوع التحرير لما يلاقي‬
                        ‫السلاح كي يحمي نفسه‪.‬‬            ‫نفسه لم يعد مضطر لغمز عسكري المرور بحاجة‬
 ‫عدا عن ترداد «حسبي الله ونعم الوكيل» من وقت‬                ‫عشان يفوت له‪ .‬ولما يقدر يروح المرور يجدد‬
                                                        ‫الرخصة ويدفع الرسوم بس من غير رشاوى‪ .‬لما‬
     ‫لآخر‪ ،‬التزم ابن عمي «حازم» الصمت‪« .‬دينا»‬         ‫ولاده يروحوا المدرسة الحكومي ويتعلموا بجد من‬
  ‫زوجته كانت صامتة هي الأخرى تكسو ملامحها‬               ‫غير دروس خصوصية‪ .‬كل مصر هتفهم في يوم‬
  ‫تعبيرات المرارة‪ .‬استغرق الأمر مني بعض الوقت‬
                                                               ‫قريب ج ًّدا إيه اللي عايزينه بتوع التحرير‪.‬‬
    ‫حتى اكتشفت أن كليهما يلوماني على ما حدث‪.‬‬                                              ‫وكان ردي‪:‬‬
     ‫خرجت من المستشفى عائ ًدا إلى الصيدلية وأنا‬
    ‫أشعر بحيرة كبيرة‪ .‬هل أبقى في البيت الليلة أم‬        ‫لقد قلت لسائق التاكسي تقريبًا مثلما تفضلت به‪.‬‬
                                                                                  ‫وشك ًرا على مرورك‪.‬‬
                                ‫أعود إلى الميدان؟‬
     ‫ربما تحدد إجابتي عن هذا السؤال موقعي من‬          ‫كنت أشعر أن ما يربطني بها أعمق من حالة إعجاب‬
 ‫التاريخ‪ .‬ربما كان عليَّ أن أتريث‪ .‬ربما كان عليَّ أن‬  ‫أو حب أو حتى شهوة‪ ،‬من جانبي على الأقل‪ ،‬بل هو‬
                                                       ‫رفقة سلاح بين رجل وامرأة تتعدى مجرد العلاقة‬
        ‫أندفع‪ .‬كلاهما خيار وأحلاهما‪ ،‬أيكون ُم ًّرا؟‬
                                      ‫‪------‬‬                                           ‫العادية اليومية‪.‬‬
                                                       ‫مدونتي تجتذب عد ًدا لا بأس به من القراء‪ ،‬خاصة‬
 ‫* فصل من رواية قيد الكتابة يحمل الاسم نفسه‪.‬‬           ‫بعد ربطها بحساب تويتر‪ ،‬وبعد أن نشرت «نهير»‬

                                                         ‫على حسابها العديد من روابط تدويناتي‪ ،‬ودعت‬
                                                       ‫متابعيها لقراءة ما أدون‪ .‬كنا نتمدد بطريقة مذهلة‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70