Page 240 - merit 38 feb 2022
P. 240
العـدد 38 238
فبراير ٢٠٢2 الأسرار الكفيلة بالتحكم في
البشر ،فاختيار الساحرة
الأشياء»(.)10 الحيواني ،الذي سجله
يش ّكل الانحراف عن سقف التراث الديني في صيغة للبومة كطائر ،يوحي بالدلالة
العقاب الذي يسلط على التي تستبطنها رمزية البومة،
القيم ،ومنظومة الأخلاق المنحرفين ،والمجرمين، فالبومة في المعتقد الأمازيغي
عند أبوليوس خل ًل في
فالانحراف عن الخط [تاووكت بالأمازيغية]
الهوية ،ومدخ ًل للاغتراب القيمي ،الأخلاقي يع ِّرض طائر يرمز للشر ،وهي في
عن الهوية ،فالتح ُّول اعتقادهم شيطان مجسد في
خروج على القاعدة صاحبه للعقوبة.
[ ،]énormeفبمجرد والتقاطع الموجود بين جسم الطائر.
اسم المؤلف ،واسم البطل كما يج ِّسد «طموح لوكيوس
خروج الكائن عن معايير دلالة على تطابق بين ليصير نس ًرا ..حلم الإنسان
الإنسانية الكلية ،يكون الشخصيتين لدرجة تذوب
شخصية المؤلف في البطل، العمودي ،المتطلع منذ
أه ًل للعقاب الذي يكون في أو إلى الاشتراك القائم بدء الخليقة إلى التحليق
المسخ إلى كائن آخر بمح ِّدد بين بني البشر في النزوع والطيران ،والمشدود إلى
نحو الشر ،فإعلان الراوي الغموض السماوي ،بغية
إنساني الذي هو الوعي، أو السارد عن الاسم استكشاف المجهول الكامن
وفي الرواية يعيش الوعي لوكيوس يحمل كثي ًرا من في الأعلى (النسر هو رسول
غربته بوجوده في جسد الدلالات« ،فالتماهي مع جوبتير إله الرعد كما يتردد
غريب عنه ،وجزء منه في اسم الكاتب ذاته :لوكيوس. في بعض فصول الرواية).
نفس الوقت ،والذي يكون إيهاميَّة النص بواقعية المتن
أقسى أشكال العقاب الذي الحكائي ،وحقيقة حدوثه فتشاء قدرية الحكاية
بالفعل ،يروم بها الكاتب الكاريكاتورية أن يلتصق
يتع َّرض له الوعي. تعزيز الفكرة ال ِّسحرية بالأرض أكثر مما كان عليه
وفي الخطاب المو َّجه من لق َّوة ما هو لاعقلاني ولا ح ًّرا يتمتع بخفة كإنسان،
طرف إيزيس لأبوليوس، منطقي كنمط قائم في بتحوله إلى بهيمة :حمار.
والذي تتجلى فيه الحكمة تفسير الظواهر وقراءة
المتعالية ،حكمة الشرق، وهذا الارتداد من ميزة
طائر إلى دونية حمار يعزز
وروحيته ،التي تضع حكمة الارتهان لتجربة ما
الخلق الحسن مطلبًا في
هو أرضي واستكشاف
تربيتها ،وفي النموذج الوجود الإنساني من خلال
تقمص جسم حيوان .غير
أن الحيوان هنا الذي يمثِّله
الحمار لا يزال يحتفظ بقيمة
إنسانية هي عقل لوكيوس
الذي لم يتعرض للمسخ
والتحول»(.)9
الحقيقة التي تتداخل مع
اليومي ،تكمن في اللامتوقع،
وتحول لوكسيوس إلى
حمار تعبير عن فكرة المسخ