Page 265 - merit 38 feb 2022
P. 265
سار السروجي في اختياره التاريخ مصطفى كامل
العسكري ميدا ًنا لدراساته التي تألق
فيها سيًرا على نهج الزعيم الوطني
محمد فريد ،الذي وضع في عام 1890
كتا ًبا تحت عنوان" :البهجة التوفيقية في
تاريخ مؤسس العائلة الخديوية" ،وهو
أول عمل في التاريخ لمحمد فريد ،ملأ به
فرا ًغا في التاريخ العسكري لعصر محمد
علي وحروبه الخارجية ،وتطور المسألة
الشرقية حتى معاهدة لندن 1840
لذكراه»( .انتهى الاقتباس) وأثيوبيا في القرن التاسع عشر». الثاني من مدرسة التاريخ
وفي عام 1967وجد السروجي ويعكس الكتاب العلاقات المتوترة الوطنية الأكاديمية في القاهرة
الفرصة مناسبة لنشر رسالته
للدكتوراه ،فقد شهد هذا العام بين البلدين وما نتج عنها من والإسكندرية.
صدامات عسكرية .وخرج هذا وبعد أن تناولنا نشأة المدرسة
انكسار الجيش المصري في الوطنية الأكاديمية في التاريخ
الحرب العربية الإسرائيلية ،فدفع الكتاب يتصدره تقديم كتبه الحديث وموقع السروجي منها،
برسالته إلى دار المعارف المصرية، الأستاذ محمد شفيق غربال،
فكان باكورة أعمال السروجي نستعرض فيما يلي مسيرة
فنشرتها تحت العنوان نفسه. المنشورة .يقول غربال في التقديم الرجل الأكاديمية لنرى كيف
وقد كنت من المحظوظين الذين «دعاني الدكتور السروجي لأن تأثر بالرواد الأوائل .وأول ما
درسوا هذا الكتاب على يديه في يكون لي نصيب في الكتاب ،بعد يلفت الانتباه ،أن السروجي التقط
مرحلة الليسانس .والآن أتساءل أن كان لي نصيب في مناقشة اهتمام الرواد ومن سبقوهم
عن مغزى توقيت النشر ،الذي الرسالة الكبرى (يقصد رسالة بعصر محمد علي وأسرته ،فأعد
تأخر اثني عشر عا ًما ،هل كان الدكتوراه) ..وأني إذا ما ذكرت رسالته للماجستير عام 1950
أستاذنا يرفض الهزيمة أو النكسة تلك المناقشة ،ذكرت مترح ًما عن «عصر إسماعيل» ،الذي كان
في داخله ،فدفع بكتابه دفا ًعا عن زمي ًل شارك فيها ،هو الدكتور امتدا ًدا لعصر النهضة الحديثة،
الجيش المصري؟ أم أنه أراد أن محمد مصطفى صفوت ،تلميذي التي بدأت مع محمد علي .ثم
ُيص ِّدر إحساسه برفض الهزيمة ثم زميلي ..وصفوت هو صاحب أعد رسالته للدكتوراه في عام
إلى طلابه ،كي يخرجنا من تلك الفضل على صاحب هذا الكتاب، 1955عن «الجيش المصري
الحالة البائسة التي انتابتنا جمي ًعا كان أستاذه ومرشده وصديقه، في القرن التاسع عشر» .وفي
ونحن نتجرع مرارتها؟ هل أراد والأسطر التي أ ُخطها لهذا التقديم، عام 1960استخرج جز ًءا منها
أستاذنا السروجي أن يحدثنا كان هو أولى بذلك مني ،فلتكن للنشر ،وطوره ووضعه تحت
في محاضراته عن عظمة الجيش أي ًضا عرفا ًنا بفضله وإكرا ًما عنوان« :العلاقات بين مصر