Page 279 - merit 38 feb 2022
P. 279
مر بناء الهرم المدرج بعدة مراحل ،كانت تسعة أمتار من الناحية الشرقية
المرحلة الأولى بناء مصطبة مربعة ،تواجه منها ،ومن ثم تحول شكل
جوانبها الجهات الأربعة الأصلية ،ويبلغ طول
كل ضلع منها حوالي 63متًرا ،وارتفاعها المصطبة إلى المستطيل ،ثم سرعان
ما أضيفت ثلاثة أمتار أخرى
ثمانية أمتار ،ثم أضاف (إيمحوتب) إلى
المصطبة الأولى مبان َي أخرى ،عرضها ثلاثة إلى كل الجوانب ،وهكذا أصبحت
المصطبة الأصلية وكل ما أضيف
أمتار ،في كل جوانب المصطبة ،وشمل
التعديل الثاني إضافة تسعة أمتار من إليها ،هي المصطبة الأولى لهرم
الناحية الشرقية منها ،ومن ثم تحول شكل مدرج مكون من أربع مصاطب
مشيدة واحدة فوق الأخرى ،ثم
المصطبة إلى المستطيل زاد (إيمحوتب) عدد المصاطب من
أربعة إلى ست ،مستعينًا على ذلك
ستة أمتار ،وكان يكسوه الحجر يكسوها حجر جيري جيد ،وهي بإضافة مبا ٍن من كل الجهات،
الجيري الأبيض الأملس ،وكانت في مجموعها تدل على مهارة الأمر الذي يجعل الهرم عبارة عن
إضافات متتالية جانبية ،ترتكز
تعلوه بعض ثعابين الكوبرا في التخطيط والبناء ،وقد ذهب على سابقتها ،ولهذا يعتبر طراز
كزخرفة منحوتة في الصخر، رأي إلى أن الغرض منها تيسير جديد يبرز المقبرة الملكية أحسن
ولكن لم يبق من هذا السور إلا ما تكون فوق الهضبة الشاسعة،
وظيفة الملك كملك في الحياة ليزيد من أثرها الجميل في النفس.
قطعة صغيرة. الآخرة ،فقد ساد الاعتقاد لدى
المصريين القدماء أن الملك كما ومن الجدير بالذكر أن الهرم
الكا والبا أنه هو الوسيط الدنيوي لتحقيق الذي يعد مكان الدفن للملك
الخير من إمكانيات الطبيعة في يرتبط بمجموعه من العناصر
اعتقد المصريون منذ أقدم الحياة الدنيا ،فهو أي ًضا الوسيط المعمارية الأخرى ،والتي تمثل
عهودهم في أن حياتهم في الدنيا الأخروي لتحقيق الخير من آلهة مجموعه جنائزية للملك المتوفى،
هذه الطبيعة في الحياة الأخرى. تشمل أي ًضا -إلى جانب الهرم
ما هي إلا طريق لحياة أخرى فأصبح الملك مصدر كل شيء المدرج -بيت للشمال وآخر
دائمة يبعثون إليها بعد الموت، في الحياة الأخرى ،تما ًما كما هو للجنوب ،باعتبار أن ملك مصر
ويحاسبون فيها على أعمالهم مصدر كل شيء في الحياة الدنيا. هو ملك للشمال والجنوب م ًعا،
في حياتهم الأولى ،ولعل هذه وعمو ًما فإن هرم سقارة يقع ومعبد اليوبيل (العيد الثلاثيني)،
العقيدة القوية لديهم هي السبب وسط مجموعة معمارية ضخمة والجوسق الملكي ،وتشمل معبد
فيما يتمتع به هؤلاء المصريون مساحتها كلها حوالي 150ألف لتقديم القرابين للملك المتوفى،
من تسامح وحب للسلام ،وهي متر مربع ،يحيط بها سور ضخم ومعبد جنائزي لإقامة الطقوس
أي ًضا التي جعلتهم يبالغون في يبلغ ارتفاعه نحو عشرة أمتار. الدينية ومراسم الدفن ،ويوجد
الاهتمام بمقابرهم إلى الحد الذي كذلك حجرة بجوار الهرم تسمى
يضعون فيه مع موتاهم جميع وسمكه يصل أحيا ًنا لحوالي حجرة السرداب ،بها تمثال من
الحجر الجيري للملك (زوسر)،
هذا التمثال يكون بمثابة الدليل
للروح حتى تتعرف على الجسد
مره أخرى ،وتحيط بها مباني
تحتوي على مخازن عديدة ،كان