Page 16 - merit 52
P. 16
العـدد 52 14
أبريل ٢٠٢3
إيمان سيد
أمينة رشيد ووساطة
المثقف الملتزم
امتدا ًدا للعمل داخل حقل الدراسات المقارنة ،جاءت الترجمة لتشكل جان ًبا
جوهر ًّيا من جوانب الوساطة في حياة أمينة رشيد ،حيث قامت بترجمة
عدد من الأعمال من الفرنسية إلى العربية والعكس ،ومثلها مثل نصوص
أبحاثها عكست ترجماتها جز ًءا من فكرة الالتزام عندها ،وجز ًءا من محاولة
تقديم صورة للعلاقة بين الشرق والغرب ،ومواطن الصراع بينهما.
وعبر الوساطة استطاعت أمينة رشيد أن تجعل هذه الفكرة صورة معبرة
عن توجهاتها ورؤيتها للعالم ،وساطة صنعت تاري ًخا لناقدة وباحثة
ومناضلة ومثقفة ملتزمة ،سعت أن تكون آراؤها منعكسة في كل أفعالها.
جان بول سارتر ،حيث لم تبتعد أمينة رشيد الحديث عن مكانة «مثقف» وأثره في ليس
عن مفهوم سارتر للالتزام ،ودور المثقف داخل المجال العام أم ًرا من الأمور سهلة المنال،
مجتمعه ،هذا الدور الذي يسمح له بمناهضة القيود بل هو مهمة صعبة تتطلب تكوين معرفة
بأشكالها كافة ،وسعيه الدائم إلى
إحداث التغيير وتحرير الأفراد واضحة ودقيقة بمسيرة
والمجتمعات ،بما يتاح له من معرفة هذا المثقف أو ذاك ،وبما
يسعى إلى توظيفها في سبيل تحقيق أحاط مصطلح «مثقف» نفسه من
هذه الغاية. تعريفات عديدة ،وتاريخ طويل
يحاول توصيف مهمة المثقف
()1
ودوره في المجتمع.
وقد سلكت أمينة رشيد مسلك وعند الحديث عن أمينة رشيد،
(الوساطة) أو (العبور إلى الآخر)، أستاذة الأدبين العربي والفرنسي،
والباحثة والمناضلة والأستاذة
كما وصفت سلمى مبارك()1 الجامعية البارزة ،يحضر بقوة
مسيرتها الحياتية والعلمية ،في
مفهوم «المثقف الملتزم» الذي
كتابها الصادر حديثًا بعنوان وضعه الفيلسوف الوجودي