Page 81 - merit 53
P. 81
79 إبداع ومبدعون
الشعر في تونس
لأستفرد بنصيبي من الهذيان. قلنا ودا ًعا للأحبة النائمين.
وأدل الرواة على جثتي. بيتنا إجاصة من القلق المعرفي.
والمصباح الوحيد بيد المتوج بالخراب.
*** ***
النهار سخرية طويلة الأظافر. الشمس تطير ويركبها الفارس
مسرحية كتبها الله في قاع الجحيم.
الممثلون مدججون بأقنعة كثيفة. الأرثذوكسي.
القتلة يدحضون ديكور الجنازة. يلعب بها القساوسة في الكنيسة
الموت لص بقرون معقوفة. وفي المساء يصلبونها
يستقبل الجرحى بحس فكاهي. على قرميد الأفق.
لذلك أضحك بغزارة. شمسي في المعتقل.
أكلم شجرة مسنة لنسيان فداحة الصلب. يضربها الجواسيس بالكرباج.
ساخ ًرا من المارة النائمين. تعوي بكدمات زرقاء.
من صداقة اللاشيء. لم يبال الله بموتها اليومي.
العابرون مصابيح منطفئة.
*** المسيح تجمد في القلعة المهجورة.
الناس بذيئون للغاية.
مثل نهار الأعمى. اكتفى المصلون بالدعاء
خارج النص.
أنا مشمس وهم مظلمون
البغي (ماري) صليبي على ظهري.
أغرد مقلو ًبا على رأسي.
خدعت رسو ًل في مفترق قوس قزح.
نصبت ف ًّخا في قاع الكلمات. فمي أقحوانة حزينة.
واختفيت وراء غيمة الأمس. وعيناي مطر خالص.
البغي (ماري) تتبعني جوقة خفافيش.
أخفت قطا ًرا بين نهديها موسيقيون يدفعون عربات النهار بإيقاع عبثي.
اكتفيت بطرد البرابرة من شرفة صدري.
لتطارد أصابع عشر من الكبريت الخالص.