Page 84 - merit 53
P. 84
العـدد 53 82
مايو ٢٠٢3
محمد جيد
(تونس)
مشهد الوردة
في «حانة» الهدوء ..وش ِربا نخبًا لا يشقى شاربه ولا “الكتابة وحدها من تجعل للألم القديم جما ًل”
يتعب.. بشرط:
ولكن (الألم) يخون صاحبه ..ويمنعه من استعادة ان تكون (نهاية المتألم) رائعة ومشرفة.
الطفل التائه في صدره..
قبل ذلك كله..
لذلك نحن َن ِصف النهايات بجمالية الوصف والمجاز.
وأنت تض ُّم بؤبؤك بجفن مرتجفة..
بل ،ونقل ُب الصورة بشكل لافت ليستمتع الجميع.. تش ُف ُط غبار الذكريات وتوغ ُل في استنشاقه بش َّدة
لكن الموحش والأرذل ،أننا لا نستطيع أن نمارس عبر أنفك البارد،
هذا كلَّه مع ذكرى فاسدة ذات نهاية فاسدة ونحاول ُمشرئ ُّب العنق ،ورأسك ترتعد..
وأنت واقف في مكان ُمكت ٍّظ بالحنين ،تض ُّم ذراعيك
أن نتخلص منها ومن الوجوه التي تذكرنا بها وتغرس أناملك في لحمك ،من فرط دغدغة أطياف
والأماكن التي مررنا عبرها ومن خلالها..
الماضي لقلبك الطفل..
ولن أذكر في ذلك إلا مشهد (الوردة) تذ َّكر،
مث ًل ،أو ،على هامش المِ َثا ِل َح ْي ُث َل َسبِي َل: أنك لست وحدك من يملك هذا (الحنين)..
تذكر ،أ َّن أقسى القلوب في هذا العالم وأشدها بأ ًسا..
سنج َع ُل (ال ُّروح) على شكل وردة يذوب و يتهالك ُكلَّما َت َر ْق َر َق ِف بركة دمائه ال َجوفيَّة
أما (الجسد) سيلعب دور الإ ِّصيص الفخاري.
سائ ُل ال ِّذكرى..
“ر ْجف ُة وردة الإ ِّصيص» كلنا نمتلك ذكريات..
تلك التي تعاني من الأسر ..وبعيدة كل البعد عن لحظات السلام التي أ ِم َن فيها الجسد والروح وا ْل َت َق َيا
الثرى وتدفق الماء ال ُّزلال..