Page 88 - merit 53
P. 88

‫العـدد ‪53‬‬                                  ‫‪86‬‬

                                                                                 ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

‫وئام غداس‬

‫(تونس)‬

‫رجل ل ِك لغيرك‬

    ‫تضغطين على عظام جمجمت ِك‬        ‫ولجبل الفاكهة التي لا ُتغري ِك في‬                                 ‫(‪)1‬‬
                     ‫بكلتا يدي ِك‬                           ‫شيء‪.‬‬
                                                                                             ‫راودت ِك فكرة في الطابق الخامس‬
    ‫تطلبين منه حبة لوجع الرأس‬                 ‫(‪)4‬‬                                                ‫ولكن هذه المدينة بعيدة ج ًّدا‪.‬‬
  ‫فتكتشفين أن المرض في روحك‬
‫تودين لو استطع ِت فقط القول له‬      ‫يشحذ سكاكين كلماته جي ًدا قبل‬                            ‫من يد ُّس ل ِك الأفكار السوداء في‬
                                                            ‫عناقك‬                                                 ‫الحقائب؟‬
                    ‫أن يصمت‪.‬‬
                                    ‫ثم يذبح ِك في ضمة واحدة‪ ،‬بكلمة‬                          ‫من يريدك جاهزة للسقوط في أي‬
          ‫(‪)6‬‬                                    ‫واحدة‪ ،‬فقط لا غير‬                                             ‫شيء قريب؟‬

‫رجل يخلع عن ِك الأمان كما ُتخلع‬            ‫على مهل وبسحب ٍة هادئة‪.‬‬                                    ‫(‪)2‬‬
              ‫الأحذية آخر اليوم‬        ‫يرش عليك الخيانة قبل الأكل‬
                                                                                                ‫تمضين إلى السعادة بلا قلب‬
          ‫يع ِّري ِك من كل أحلامك‬                           ‫وبعده‬                                           ‫إلى الحب بلا فم‬
      ‫وينزع عن ِك أوهامك الرائعة‬                 ‫رجل ل ِك ولغيرك‪..‬‬
                                   ‫تتمشين مخبئة الغضب في جيوب‬                                     ‫وإلى المجهول برجل يق ِّطعك‬
              ‫وهمومك السعيدة‬                                                                                        ‫كغيمة‪،‬‬
    ‫ُيق ِّشر ِك حتى يظهر له عظمك‬                          ‫البيجامة‬
                                        ‫مخبئة الدموع في آبار جوفك‬                                       ‫كورقة لوتو خاسرة‬
          ‫عظمك الأبيض النحيل‬                                                                 ‫كبطاقة السعر على قميص جديد‬
‫الذي وصلت له ‪-‬حتى له‪ -‬رائحة‬              ‫والخيبة في ابتسامات بلهاء‬
                                                          ‫خاسرة‪.‬‬                                  ‫كحبة بطاطا نصفها فاسد‪،‬‬
               ‫سجائر ِك الكريهة‬                                                                 ‫يرمي الأسود منك في القمامة‬
    ‫يفوح الدخان من فمك وأنفك‬                  ‫(‪)5‬‬                                           ‫ثم يكتشف أنه لا يحتاج إلى البقية‬

                       ‫و َشعرك‬         ‫يدندن هو بالغناء طوال اليوم‬                                                   ‫أي ًضا‪.‬‬
 ‫الدخان يتصاعد حتى من لحمك‬         ‫بينما تفكرين بأن الشرفة «جيدة»‬
                                   ‫وأنك ستحلقين على امتداد خمسة‬                                       ‫(‪)3‬‬
                       ‫‪-‬يقول‪-‬‬
     ‫سيخرج بعد قليل من عيني ِك‬                              ‫طوابق‬                             ‫رجل يحب الفاكهة ويضع أربع‬
                                   ‫مثل عصفور يج ِّرب لعبة السقوط‪،‬‬                             ‫ملاعق سكر في القهوة الواحدة‪،‬‬
                  ‫من ماء فرجك‬
               ‫وغ ًدا من أطفالك‪.‬‬    ‫يستم ُّر بدندنته وجسدك مريض‬                                          ‫تتأملين ذلك بحزن‬
                                                                                                   ‫تهزين رأسك لقهوت ِك المُ َّرة‬
          ‫(‪)7‬‬
   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92   93