Page 90 - merit 53
P. 90

‫العـدد ‪53‬‬  ‫‪88‬‬

                                                        ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

‫يوسف رزوقة‬

‫(تونس)‬

‫قصيدتان‬

‫القطار‪ ،‬الحمار الذي باع صاحبه ث َّم عاد من ال ُّسوق‬          ‫كغزا ٍل ينطح ال َّصحراء َم ْز ُه ًّوا بقرني ِه‬
                                        ‫فرحان‪،‬‬                                  ‫ليكن يومك هذا‬

‫ساعي البريد‪ ،‬مظاهرة الثَّورجيِّين خلف ابن خلدون‪،‬‬                          ‫خاليًا من أثر الأشبا ِح‬
    ‫بائعة ال ِّريح للمبحرين‪ ،‬الثًّقافة‪ ،‬شكل الإقامة في‬  ‫ملآن إلى النصف بأشياء لها طعم البدايا ِت‬
                                        ‫الأرض‪،‬‬
                                                                        ‫ولون الله في عيني غزال‬
‫عائلة الله‪ ،‬آدم‪ ،‬ح َّواء‪ ،‬ركب ال ُّرؤوس الكبيرة‪ ،‬هودج‬                     ‫يقرأ ال َّصحراء صحراء‬
                                           ‫ليلى‪..‬‬
                                                                       ‫وما زاد على ذلك فهو الما ُء‬
‫إلى الخلف‪ ،‬تمشي المدينة‪ .‬هذا مج َّرد وصف لعاصفة‬                                     ‫وهو النَّخ ُل‬
                                    ‫في‪ ..‬ال َّطريق‪.‬‬
                                                                                 ‫وهو ال َّشمس‪..‬‬
            ‫انتهى عصرك!‬                                         ‫ما أجمل هذا اليوم في عيني غزا ْل‬
   ‫ها أنت أخي ًرا مف َّرغ من محتواك!‬
                                                                             ‫لا كراهية في قرني ِه‬
                         ‫مرعب ما يحدث الآن هنا‬                             ‫كاف مثل هذا الوض ِع‬
                 ‫الموت فقط يحصدنا سنبلة سنبلة‬
                                                                                 ‫كي يحيا غزا ْل‬
                               ‫لا شيء غير الموت‬                    ‫في المدى المنظور ح ًّرا وسعي ًدا‬
             ‫‪-‬لا أعني هنا الأجساد في اضمحلالها‬
                                                                                ‫ليكن يومك هذا‬
                  ‫ذاك زوال الكائن الفرد أو القرد‬                                ‫مثل يوم لغزا ٍل‬
                               ‫استوى الحال هنا‪:‬‬                    ‫ينطح ال َّصحراء َم ْز ُه ًّوا بقرنيه‬

                       ‫لا فرق بين القرد والفرد!‪-‬‬                                        ‫سعي ًدا‬
                         ‫ولكن الذي أعنيه تحدي ًدا‬
                                                                  ‫‪-٢‬‬
                       ‫هو الموت الذي في كل شيء‬
             ‫ذلك الموت الذي يحصدنا مهزلة مهزلة‬                               ‫من لا يجيد محبَّتي‬
                                                                               ‫سأح ُّبه بطريقتي‬
                           ‫‪ -‬ماذا جرى بالضبط؟‬
                              ‫ما يجري هنا والآن‬                        ‫حتَّى إذا اكتشف الخديعة‬
                                                                                      ‫قال‪ :‬آه‪..‬‬
                           ‫‪-‬في عالمنا هذا‪ -‬مخيف‬
                                      ‫مرعب ج ًّدا‬                     ‫كيف لم أقتله وهو بجانبي‬
                                                                                      ‫بمحبَّتي؟‬
      ‫إلى حد تلاشي كل شيء قائم داخلنا‪ ،‬خارجنا‬
                              ‫في كل شيء حولنا‬                     ‫‪-٣‬‬

                                                                      ‫ك ُّل شيء إلى الخلف يمشي‬
   85   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95