Page 4 - بحث تفسير 1

‫المقدمة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ا ْل َح ْم ُد ِل َّل ِه ا َّل ِذي َأ ن َز َل َع َلى َع ْب ِد ِه ا ْل ِك َتا َب َو َل ْم َي ْج َع ْل َل ُه ِع َو َج ًا ‪ ،‬نتوجه إلى الله تعالى‬
‫بالشكر والحمد والثناء الكامل أن وفقنا إلى أن نبحث ونستكشف عن ( التدبرات‬
‫القرآنية ) ‪.‬‬

‫إن التدبر في القرآن‪ ،‬هو الطريق الوحيد للاستفادة من آياته‪ ،‬والتأثر بها‪.‬‬
‫‏فتدبر القرآن هو النظر التوصل إلى ما تحمله الآيات القرآنية من أهداف و مقاصد‬

‫وتأمل في هدف الوصول إلى مراد الآيات وتدبر القرآن اخس وأشمل من معرفة‬
‫المعاني‏التفصيلية للآيات و الثمرة الاعظم تكمن بالعمل بمقتضى فهم هذه الآيات‪.‬‬

‫تتج ّلى أهم ّية تد ُّبر القرآن الكريم باعتباره سبيل إدراك َمقاصد الآيات‪ ،‬و َف ْهم معانيها؛‬
‫ليكون المسلم ُمتب ِّصر ًا فيها؛ ليستنير قلبه‪ ،‬وتتو ّسع مداركه‪ ،‬وقد أدرك الصحابة ‪-‬رضي‬

‫الله عنهم‪ -‬أهم ّية قراءة القرآن الكريم‪ ،‬وتد ُّبر معانيه‪ ،‬و َف ْهم َمقاصده‪ ،‬فلم يكونوا‬
‫يتجاوزون عش َر آيا ٍت من القرآن إاّل عملوا ِبما ورد فيها‪ ،‬ولتحقيق هدف إنزال القرآن‬

‫الكريم‪ ،‬والوصول إلى ثمرة تلاوة آياته‪ ،‬نهى النب ّي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬المسلم عن‬
‫َخ ْتم القرآن في أق ّل من ثلاثة أ ّيا ٍم؛ لأ ّن َخ ْتمه في م ّد ٍة أق ّل من ثلا ٍث لا ُيح ّقق المقصود‬

‫من التلاوة ال ُمتم ّثلة بالتد ُّبر وال َف ْهم؛ قال ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪( :-‬لم َيف َق ْه من قرأ‬
‫القرآ َن في أ َق َّل من ثلا ٍث) وقال الله ‪-‬تعالى‪ِ ( :-‬ك َتا ٌب َأ ن َز ْل َنا ُه ِإ َل ْي َك ُم َبا َر ٌك ِّل َي َّد َّب ُروا آ َيا ِت ِه‬

‫َو ِل َي َت َذ َّك َر ُأ و ُلو اَأْل ْل َبا ِب)‬

‫فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء همي وذهاب حزني وأرزقني‬
‫تلاوته بالوجه الذي يرضيك عني واجعله نورا لي على الصراط و شفيعا لي يوم القيامه‬

‫يارب العالمين ‪.‬‬

‫واسأل الله العلي القدير أن يوفقني في كتابتي لما يحب ويرضاه وأن يعينني في‬
‫مسيرة بحثي لتحقيق الهدف المنشود منه من‏خلال الأبواب التالية التي سوف نسلط‬
‫الضوء فيها على بعض‏آيات القرآن الكريم لي نتدبرها و نتأملها‏وندرسها‏ونقدس ما‬

‫فيها من دروس وعبر و إليكم أبواب البحث‪....‬‬

‫➀‬