Page 142 - merit 53
P. 142

‫الافتتاح هو محل ابتداء السرد‪،‬‬
                                                          ‫ولحظة الإنباء بكيفية انبثاقه‬
                                                         ‫وتشكله وف ًقا ل ُخطة فريدة من‬
                                                          ‫نوعها تختلف من قصة لأخرى؛‬
                                                         ‫بحيث إنها لا يمكن أن تطابق‬
                                                     ‫تطاب ًقا تا ًّما أى فاتحة نصية أخرى؛‬
                                                        ‫فهى لحظة تأسيس بكر لأصالة‬
                                                           ‫كيا ٍن لغوى طري ٍف‪ .‬وقد تنوع‬
                                                     ‫الافتتاح القصصي ‪-‬في قصص سرير‬
                                                          ‫فارغ‪ -‬في طريقة السرد ما بين‬

                                                                 ‫ضمير المتكلم والغائب‪..‬‬

    ‫تلك الإلهة التي أشبهت بطلة القصة التي فقدت‬         ‫يبدو ُم ْل ِغ ًزا وإن تبدى في صورة المرشد والهادي‪،‬‬
    ‫زوجها‪ ،‬وقد فقد أهله وذووه الأمل في إيجاده‪،‬‬            ‫في مثل (سرير فارغ)‪ ..‬وكذا الأمر في (فراشة‬
  ‫لكنها تظل طيلة القصة وحتى النهاية تبحث عنه‪،‬‬
‫حتى أنها لتسافر إلى بلدة في أقاصي الصعيد باحثة‬       ‫خضراء)‪ ،‬تلك القصة التي تتحدث عن صعوبة ال َف ْقد‬
 ‫عنه‪ ،‬لم تفقد الأمل في إيجاده‪ ،‬وتظل إيزيس الوفية‬     ‫وال ُي ْتم‪ ،‬لأ ْر َوى الطفلة‪ ،‬التي فقدت أباها منذ صغرها‬
 ‫لزوجها تبث فيها الأمل والوفاء‪ ..‬فإنما الأسطورة‬
 ‫كما يقول الناقد الفرنسي ليفي شتراوس‪ ،‬تشتمل‬                ‫وحاولت أمها إقناعها بأن الفراشة ذات اللون‬
     ‫على الزمن القابل للإعادة‪ ،‬فهى باحتوائها على‬        ‫الأخضر النادر‪ ،‬هى روح أبيها تزورها وتستمع‬
‫خاصيتي التزامن والتتابع‪ ،‬تشبه المدونة الموسيقية‪،‬‬
   ‫التي أعطت القصة هنا‪ ،‬شيئًا من الإيقاع الزمني‬                                           ‫إليها‪ ..‬إلخ‪.‬‬
    ‫الذي يضرب بجذوره في عهد مصر الفرعونية‪،‬‬               ‫(ب) المستوى الدلالي‪ ..‬في هذا المستوى تنكشف‬
 ‫وفي قداسة الوفاء والإخلاص بين المحبين‪ ..‬تقول‪:‬‬       ‫صلة العنونة بما بعدها‪ ،‬فنجد في المجموعة التي بين‬
‫«إيزيس ستعتني ب ِك‪ ،‬ستعتني ب ِك بعد أن وجد ْت ِك‪/‬‬
   ‫يا ابنة نوت وابنة جب وحبيبة أوزوريس‪ /‬الكل‬                                                  ‫أيدينا‪:‬‬
                                                     ‫‪ -‬العنوان الدال على مكان دارت فيه أحداث القصة‪،‬‬
              ‫يمتدح ِك‪ /‬أعشق ِك يا سيدة إيزيس»‪.‬‬
  ‫‪ -‬العنوان الرئيس الذي اختير عنوا ًنا للمجموعة‪،‬‬                     ‫مثل‪( :‬شارع‪ -‬المحجر‪ -‬الحديقة)‪.‬‬
 ‫وهو (سرير فارغ)‪ ،‬هو أي ًضا بجانب رمزيته‪ ،‬من‬             ‫‪ -‬العنوان الرمزي الذى لا يكاد يتكشف إلا بعد‬
‫خلال التقاطع السردي للقصة نفسها‪ ،‬ينحو من ًحى‬              ‫الإلمام بأحداث القصة‪ ،‬مثل‪( :‬فراشة خضراء‪-‬‬

     ‫إيكولوجيًّا بحتًا‪ ،‬يذكرنا برواية (بين الأعمال)‬                       ‫الولى‪ -‬سرير فارغ‪ -‬مواء)‪.‬‬
     ‫لفيرجينيا وولف‪ ،‬و(الربيع الصامت) لراشيل‬         ‫‪ -‬العنوان الدال على إحدى شخصيات القصة‪ ،‬مثل‪:‬‬
 ‫كارسون‪ ،‬فقد جاء السرد بلسان الكلب‪ ،‬ذلك الذي‬
                                                                              ‫(ناجية‪ -‬أغا‪ -‬المبروكة)‪.‬‬
                                                        ‫‪ -‬العنوان الذى يحمل شيئًا من الأسطورة‪ ،‬مثل‪:‬‬
                                                       ‫(إيزيس)‪ ..‬تلك الإلهة الرئيسة في الديانة المصرية‬
                                                        ‫القديمة‪ ،‬والتي قامت بإحياء زوجها الملك الإلهي‬

                                                         ‫المذبوح أوزوريس‪ ،‬كما أنجبت وريثه حورس‪..‬‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147