Page 160 - merit 53
P. 160

‫العـدد ‪53‬‬                        ‫‪158‬‬

                                     ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

                                       ‫علوان الجيلاني‬

                                                    ‫(اليمن)‬

 ‫السماع الصوفي عند‬
‫شمس الشموس أبي‬

      ‫الغيث بن جميل‬
‫شرط التجربة‪ ،‬لذتها‪،‬‬

            ‫وفضاءاتها‬

                ‫جمعي مضبوط‪.‬‬             ‫غالب بالفرح أو الحزن‪ ،‬سببه‬    ‫«والله ما درت حتى رأيت السماع‬    ‫يقوم‬
 ‫شرط الوجد عدم التكلف‪ ،‬التكلف‬          ‫تكشف معنى من المعاني‪ ،‬لذلك‬     ‫تدور»‬
                                                                      ‫أبو الغيث بن جميل‬
    ‫تواجد مقصود‪ ،‬حركة المتواجد‬            ‫يظهر ما خطر في القلب على‬
    ‫نشاز يزعج العارفين‪ ،‬تشتيت‬                       ‫حركات الجسد‪.‬‬          ‫السماع الصوفي على‬
   ‫يخدش الاستغراق‪ ،‬بسببه تفقد‬                                             ‫متعة محسوبة وغير‬
   ‫اللحظة هارمونيتها‪ ،‬بوسعنا أن‬         ‫الوجد بالتأكيد شعور مفارق‪،‬‬      ‫محسوبة‪ ،‬محسوبة في‬
    ‫نتخيله تشوي ًها حقيقيًّا‪ .‬الوجد‬   ‫وهو شعور يعيشه بعض الناس‬           ‫نظامها وترتيبها بد ًءا‬
‫ليس كذلك‪ ،‬هو جزء من هارمونية‬         ‫بدرجات متفاوتة‪ ،‬العشاق –مث ًل‪-‬‬    ‫على نسق معلوم‪ ،‬وغير‬
 ‫اللحظة‪ ،‬لكنه عزف منفرد‪ ،‬تحليق‬         ‫لكنه عند الصوفية يتميز بكونه‬        ‫محسوبة لسماحها‬
    ‫خارج السرب‪ ،‬إمكانية فجائية‬        ‫ظاهرة‪ ،‬وهو في نفس الوقت على‬      ‫بالتجليات الفردية‪ ،‬تنتج التجليات‬
 ‫لكسر النظام‪ ،‬الكسر بما هو متعة‬                                          ‫الفردية عن الوجد‪ ،‬وهو شعور‬
‫للذات‪ ،‬وتخليقها للآخرين‪ .‬جزء من‬         ‫قدر كبير من الدقة في معانيه‪،‬‬
                                       ‫ناهيك عن رهافته‪ ،‬وقدرته على‬

                                         ‫تخليق وضع مفارق في نسق‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165