Page 123 - محاضرات في الافلام التسجيلية والوثائقية
P. 123
الأفلام التسجيلية والوثائقية
الصدد ،فيلم "انتصار الرغبة" أو "انتصار العزيمة لمخرجته ليني ارينفينستال ،كما تم إنجاز فيلم
"لماذا تحارب عمدا" كإجابة لمعالجة جوانب متعددة للحرب العالمية الثانية ،واختيرت السلسلة
لأرشفتها في محفوظات الفيلم الوطني للولايات المتحدة.
إذا ،لا يمكن إلا أن نقر بأهمية دور السينما الوثائقية الدعائي والتنويري وأهمية دور صانع الفيلم
في التعبير عما يؤمن به ويطرحه من أفكار ورؤى ،لذا ومنذ مطلع الثلاثينيات أستخدمت السينما
وبخاصة الوثائقية للتعبير والدعوة إلى وجهات نظر وأفكار سياسية واجتماعية بغية إيصالها إلى
أكبر عدد من الجماهير حتى تقبلها وتؤمن بها ،وقد استخدم السوفييت والألمان السينما ضمن
هذا الإطار للدعوة إلى مجتمعاتهم الجديدة وأفكارهم التي أ اردوا بثها وزرعها في النفوس والعقول،
فكانوا بذلك أول من تنبه لأهمية السينما حيث حللوا وظيفتها وفعاليتها ،وحددوا مكانتها المتميزة
في عالم المعرفة والإعلام والدعاية.
تطور السينما الدعائية والمسيسة
ازدهرت هذه السينما الدعائية وال ُمسَّيسة والموجهة عندما قام الحلفاء بالرد على روسيا الشيوعية
وألمانيا النازية بواسطة السينما الروائية والوثائقية ولاسيما أفلام التحريك من أجل التأثير في
شعوب العالم ،وعندما تغير شكل الاستعمار من استعمار واحتلال عسكري -استيطاني إلى
استعمار اقتصادي عبر الشركات العملاقة متعددة الجنسيات ،حيث عمد هذا الشكل الجديد
للاستعمار إلى تجنيد السينما كخط هجوم أول أو كمدفعية ثقيلة في التمهيد للوصول إلى
الاستيلاء على عقل الأمم الأخرى ووجدانها ومحاولة غسل دماغ شعوبها بحيث تتقبل الصورة
الجديدة والصيغة الجديدة للعالم وقبول رموز هذا المستعمر كنموذج ُيحتذى سواء في طريقة تبني
الأفكار والطروحات والمضامين الجديدة أم في طريقة الحياة الاجتماعية والثقافية.
الاستخدام الدعائي للسينما في العقود الأخيرة:
إمعانا في الاستخدام الدعائي للسينما في العقود الأخيرة ،تبنت شركات الإنتاج السينمائي نظرية
فتئمة الحرب وحّولتها إلى نظرية فتنمة السينما ،وفتنمة الحرب أي أن يحارب الفيتنامي فيتناميا
آخر بدلا من الجيش الأمريكي أو جيوش الحلفاء ،وصاحب هذه النظرية هو جون دلاس مدير
سابق للمخاب ارت الأمريكية ،حيث يتم التعاقد مع فنانين من البلد نفسه الم ارد اخت ارقه لصناعة
110