Page 82 - النظس السياسية
P. 82

‫‪ )2‬إن كبر حجم الدولة في الولايات المتحدة وتعدد أقاليمها وتباعدها يحتم على الحكومة‬
‫المركزية أن تبني سياساتها على أساس التوفيق بين المصالح الإقليمية‪ ،‬لذلك النظام الفد ارلي‬

      ‫يقوم أساسا لحماية الطبائع والمعالم الخاصة لكل ولاية من الولايات‪ ،‬لا القضاء عليها‪.‬‬
        ‫كذلك في الدول البرلمانية إن وظيفة جماعات الضغط مختلفة عن وظيفتها في الدول‬

    ‫الرئاسية‪ ،‬فمصدر النشاط السياسي هنا هو الحكومة وحدها‪ ،‬ومن ثم لا تمارس جماعات‬
    ‫الضغط عملها إلا في نطاق الحكومة ‪ .‬فبينما يتأثر التشريع في الولايات المتحدة إلى حد‬
 ‫كبير لمساعي جماعات الضغط‪ ..‬يكون للحكومة البريطانية الدور الأكبر في وضع السياسة‬

                       ‫الرئيسية للدولة وفي اقت ارح التشريعات اللازمة لتطبيق هذه السياسة‪.‬‬
 ‫أما في بريطانيا‪ ،‬فان الانضباط الحزبي القوي في الهيئات التشريعية واللجان المتفرعة عنها‬

     ‫يقلل من أهمية أعضاء البرلمان أو اللجنة البرلمانية كقنوات اتصال لمجموعات الصالح‪.‬‬
         ‫وتستخدم جماعات الضغط تأثيرها في السلطة التشريعية من خلال علاقتها بالأح ازب‬

     ‫السياسية‪ ..‬حيث تشترك كل من الأح ازب وجماعات الضغط في تحقيق وظيفة واحدة هي‬
  ‫التعبير عن المصالح‪ ،‬ومن شان ذلك يوفر مصدر فعال للتأثير في السياسات العامة‪ ..‬وفي‬
‫بريطانيا تبدو العلاقة بين حزب العمال البريطاني واتحادات العمال وثيقة‪ ،‬وهذه الأخيرة مصدر‬

                 ‫لعضوية الأولى‪ ،‬ومنها تجند بعض القيادات كما أنها مصدر لتمويل الحزب‪.‬‬
 ‫أما في الدول النامية‪ ،‬فجماعات الضغط بوجه عام ليس لها أي استقلال عن الحكومة‪ ،‬واذا‬

                                                              ‫‪80‬‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87