Page 13 - الصحافة المتخصصة

‫الصحافة المتخصصة‬

‫وهكذا بدأت الصحافة في مصر رسمية في كنف الحاكم‪ ،‬واستخدمها كأحد الوسائل المهمة في الدعاية‬
‫لأعماله وأخبار المحكومين بأوامره ونواهيه‪.‬‬

‫كما غطت عدة مجالات‪ ،‬فهناك‪ :‬الصحافة السياسية والتي مثلتها جريدة "الوقائع المصرية"‪ ،‬مثلتها‬
‫"الحوادث التجارية والإعلانات الملكية"‪ ،‬وبما يتفق مع الأمور التي وجه "محمد علي" إليها اهتمامه‪،‬‬
‫فازدهار النشاط الاقتصادي أوجد الحاجة لإصدار "الحوادث التجارية والإعلانات الملكية"‪ ،‬ووجود الجيش‬

‫والفتوحات العسكرية أوجد الحاجة "للجريدة العسكرية" وهكذا‪.‬‬

‫وعن أوضاع المجتمع المصري عقب انتهاء حكم "محمد علي" وأثر ذلك على بعض الصحف‬
‫المتخصصة التي ظهرت في عهد هبعد وفاة "إب ارهيم باشا" وانتهاء حكم "محمد علي"‪ ،‬شهدت البلاد فترة‬

‫سيئة من تاريخها عندما تولى الوالي "عباس الأول" عرش مصر الذي أقصى الخب ارء المصريين‬
‫والأجانب‪ ،‬وأغلق المدارس والمصانع بحجة توفير النفقات‪ ،‬وأرسل "رفاعة الطهطاوي" إلى السودان‪،‬‬

‫وكان من الطبيعي أن تنهار الثقافة وتختفي الصحف‪.‬‬

‫وأدى انهيار التعليم إلى شلل كافة نواحي الحياة السياسية والعسكرية‪ ،‬ولم يكن حظ الصحافة مع "سعيد‬
‫باشا" أفضل من حظ التعليم‪ ،‬فهو في بداية حكمة يصدر أوامره بالاهتمام بالصحافة وترقية محرريها‪ ،‬ثم‬

‫إذا به يتخلص من مطبعة بولاق ويهديها إلى صديقة عبد الرحمن رشدي بعد أن توقفت جريدة الوقائع‬
‫المصرية" لمدة عام كامل واستمرت في كنف "عبد الرحمن رشدي" لمدى ثلاث سنوات حتى عام‬

‫‪186٥‬م عندما اشترى "الخديوي اسماعيل" المطبعة من صاحبها ويعاود إصدار "الوقائع المصرية"‪.‬‬

‫وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ارتبطت الصحافة المتخصصة كذلك بالحاكم وواصلت‬
‫نشأتها الرسمية في ظل التطو ارت التي شهدها المجتمع المصري خلال فترة حكم "الخديوي إسماعيل"‬

‫(‪ ،)1879-186٥‬حيث شهدت مصر تطو اًر فكرياً وسياسياً ملحوظاً الذي تمثل في ظهور بعض‬
‫المؤسسات السياسية التي لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬والتي كان يعني ظهورها وجود قوى سياسية أخرى‬

‫‪7‬‬