Page 14 - الصحافة المتخصصة
P. 14
الصحافة المتخصصة
في المجتمع إلى جانب الخديوي الحاكم المطلق في ذلك الوقت ،مما أدى إلى توزيع القوى السياسية
بين "الخديوي إسماعيل" والنظارة المصرية مجلس شورى النواب والجيش ثم الأجانب.
وقد ظلت هذه القوى في ص ارع حول الاستم ارر في الحكم المطلق أو في إعطاء الشعب قد اًر من حريته
السياسية ،وذلك تحت تأثير ازدياد الوعي في المجتمع وبداية
ظهور ما يسمى بال أري العام ،والذي كان نتيجة ظهور فئة المثقفين .كما كان "لجمال الدين الأفغاني"
دو اًر بار اًز في هذا المجال ،فحين استقر في مصر استطاع أن يجمع لفيفاً من المثقفين ،سواء من علماء
الأزهر أوال ُكتاب أو ضباط الجيش ،وكانت دعوته دعوة إصلاح اجتماعي وسياسي وتحرر فكري ،واذا
كان بعض العلماء قد ارتابوا في آ ارءه الدينية إلا أن دعوته السياسية وجدت قبولاً وحماساً بين الشباب
الوطنيين ال ارغبين في تحقيق الحرية السياسية.
وقد أخذ "الأفغاني" على عاتقه مهمة مقاومة الخديوي بالدعوة إلى النظام الدستوري ،ومقاومة التسلط
الأجنبي بتكوين قوة سياسية منظمة والدعوة إلى الجامعة الإسلامية كأيديولوجية مناسبة ،فغ از ذلك كله
الصحافة السياسية التي قامت بدور هام في إذاعة أفكار "الأفغاني" وخاصة وأنه شجع العديد من
الصحفيين على أنشاء الصحف مثل" :يعقوب صنوع" و"أديب إسحاق" وغيرهم.
وقام "محمد عبده بدور هام من خلال جريدة الوقائع المصرية في بث روح العلم والتعليم في نفوس
المصريين ،وأصبح التعليم في تلك الفترة أداة للإصلاح والنهوض القومي وليس مجرد وسيلة لأغ ارض
نفعية كما كان في عهد محمد علي.
ولم يكتف إسماعيل باشا من خلال علي مبارك بإنشاء المدارس فقط بل اهتم أيضاً بإنشاء الأبنية
الثقافية الأخرى كدار الكتب ،والتي أنشئت عام 1870م ،وتأسست دار الآثار المصرية .وارتبطت هذه
النهضة الثقافية أيضاً بتأسيس عديد من الجمعيات العلمية التي أنشأت لأغ ارض علمية خالصة ،والذي
كان امتداداً للمجمع العلمي الذي انشأه بونابرت خلال الحملة الفرنسية ،كما أنشأت جمعية المعارف،
8