Page 152 - الصحافة المتخصصة
P. 152
الصحافة المتخصصة
ذلك له مفاجأة جعلته ُيعيد حساباته وجعلت كامي ارته لا تُفارقه أبداً في جميع التغطيات ،لكن هذه اللحظة
لم تكن ثورة الفيديو الحقيقية قد ظهرت بعد ويحتاج الأمر لعدة سنوات من بدايات القرن التالي إذا
انتشرت تقنيات الفيديو الرقمي ،وأصبحت متاحة للجميع وسهلة الاستخدام بدءاً من التصوير وحتى البث
الحي إلي أرجاء العالم في زمن قياسي.
ولقد أنتج الانقلاب الرقمي كامي ارت ذات جودة عالية للغاية إذا ما قورنت بالكامي ارت التليفزيونية التقليدية
في حين حجمها لا يزيد كثي اًر عن كامي ارت الهواة الحديثة ،وأقل كثي اًر – أيضاً – من كامي ارت الهواة
التقليدية ،هذه الكامي ارت توفر السهولة الكبيرة في الاستخدام ف ُمشغلها ما عادت تُؤرقه كثي اًر المسائل
الهندسية كضبط الإضاءة ،والوضوح بقدر ما يشغله المحتوي بالإضافة للكامي ارت الحديثة المتطورة،
ظهر المونتاج اللاخطى وتطورت أجهزة الحاسب حتى أصبح في الإمكان سهولة فائقة في عمل
المونتاج وتصحيح أي عيوب بالصورة ،ومكساج الصوت ،كل هذا علي جهاز حاسوب شخصي ُمتنقل
لا يزيد سعره عن 1٥00دولار ،في حين كانت غرف المونتاج التقليدية تُكلف مئات الآلاف كل هذا
اُختصر في حاسوب نقال ،وكامي ار صغيرة يمكن حملها إلي أي موقع للتصوير والمونتاج في موقع
الحدث ثم بث المادة الإعلامية إلي أي مكان في العالم عن طريق الإنترنت الذي هو ثورة إضافية ،إذ
جعل الإنترنت وتطوره السريع وسرعته الفائقة ،والتي تزيد يوماً بعد يوم ،إضافة لتطور ب ارمج ضغط
الفيديو ،والتي انتهت لتصغير حجم الملفات بشكل ملحوظ مع الحفاظ علي الجودة العالية للصورة
والصوت ،كما يحدث عند استخدام صيغ للضغط مثل MPEG4كل هذا ازد من أهمية صحافة الفيديو
التي أصبحت مهمة ليس فقط لمحطات التليفزيون بل لموقع الإنترنت ،والصحف التي سارعت بإصدار
نسخ إلكترونية تزيد حالياً معدلات ق ارءتها عن معدلات بيع النسخ الورقية مما حدا ببعض الصحف
العالمية ،لتحديد ميعاد لوقف طبع النسخ الورقية والاكتفاء بالإلكترونية ،هذه المواقع تتيح للصحف
إمكانية وضع تقارير يدوية ضمن أبوابها ،لتكتسب ميزة طالما انفردت بها محطات التليفزيون فضلاً عن
مي ازتها التقليدية لصحيفة مقروءة ،ووظفت صحيفة شهيرة كالواشنطن بوست ستة صحفيين فيديو ضمن
136