Page 153 - الصحافة المتخصصة

‫الصحافة المتخصصة‬

‫طاقمهم‪ ،‬واتجهت هيئة الإذاعة البريطانية إلي تحويل طواقمها المختصة بالتغطية المحلية إلي صحفيين‬
‫فيديو‪ ،‬كان لديهم (‪ )8٤‬طاقماً يغطون المملكة المتحدة‪ ،‬لكن الآن لديهم أكثر من (‪ )7٥0‬صحفي فيديو‬

‫مجهزين بكامي ارتهم وحواسبهم المحمولة‪ ،‬ويستطيعون تغطية أي حدث وقت حدوثه‪ ،‬لأنهم ببساطة‬
‫فصلوا الطاقم الذي يضم علي الأقل مصو اًر‪ ،‬ومقر اًر (م ارسل) ومساعد صوت وأحياناً محرر فيديو‬
‫(مونتير) قاموا بتدريب كل واحد من هؤلاء علي القيام بدور الآخرين إضافة إلي دوره الذي ُيجيده بطبيعة‬
‫الحال‪ ،‬فالمصور يتم تدريبه علي البحث عن الأخبار وق ارءة الحدث والتعليق عليه والمونتاج الرقمي‬

‫(اللاخطى) والم ارسل يتم تدريبه علي التصوير وفنياته والمونتاج‪.‬‬

‫وبدأت صحافة الفيديو في العديد من الدول المتقدمة منذ فترة طويلة‪ ،‬واستطاعت تحقيق نجاحات كبيرة‪،‬‬
‫إذ تحول الصحفي هناك إلي ما ُيسمي بالصحفي التليفزيوني‪ ،‬وهو الذي يعني بحمل كامي ار الفيديو‬
‫ويبحث عن الموضوعات التي تهم أكبر قطاع ممكن من الناس‪ ،‬يكشف الخلل وُيسلط الضوء علي‬

‫معاناتهم موثقاً ذلك بالصورة التي تُغني عن ملايين الكلمات‪ ،‬ويحول هذا النوع من الصحافة الصحفي‬
‫إلي صحفي شامل يطوع التكنولوجيا لخدمة رسالته الإعلامية‪ ،‬فيقوم بدور المصور وفني الصوت‬
‫والمونتير وفني الإضاءة بحيث ُيصبح متعدد المها ارت‪.‬‬
‫وتواجه صحافة الفيديو العربية عدم تفهم القائمين علي المواقع الإلكترونية للفكرة القائمة علي تقديم‬

‫تقارير وأفلام تسجيلية واقعية الأسلوب بشكل احت ارفي‪ ،‬لكن باختصار عدد المتعاونين في العمل إلي‬
‫شخص واحد‪ ،‬وبذلك تجمع بين العمل الجيد (المصنوع جيداً من الناحية الفنية) وفي الوقت نفسه يؤدي‬

‫العمل الفردي إلي سهولة الوصول إلي مناطق غير مطروقة تتعلق بالقضايا العامة والمطروحة أمام‬
‫ال أري العام‪ ،‬لكن المواقع العربية تتخبط بين استخدام أف ارد غير مدربين جيداً علي التصوير والمونتاج‪،‬‬

‫ليقدموا مجرد لقطات غير جيدة من موقع الحدث ربما تكون مصورة بكامي ارت غير معدة للمحترفين‪،‬‬
‫وفي بعض الأحيان بكامي ارت هواتفهم النقالة‪ ،‬وهذه ليست صحافة الفيديو التي تعتمد بشكل رئيسي علي‬
‫الصورة التي لابد أن تكون علي قدر كبير من الجودة والجمال والمعتمدة علي د ارسة جادة وهو ما جعل‬

‫‪137‬‬