Page 96 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 96

‫‪ 6‬الميزان التجاري لصالح بريطانيا‬

   ‫	 عزمت بريطانيا الحصول على المواد الأولية والمنتجات الزراعية الرخيصة التي تتوافر في‬
   ‫العراق‪ ،‬فقد كان ميزان التبادل التجاري مع العراق لصالح البريطانيين‪ ،‬اذ كانت بريطانيا تصدرالأقمشة‬
   ‫وأكياس الجوت والحديد والفولاذ والتوابل والشاي والسكر والخشب والغزول‪ ،‬اما ما يصدره العــراق‬
   ‫يتمثل في منتجات زراعيــة وحيوانية مثل‪( :‬الصــوف‪ ،‬القمح ‪ ،‬التمر‪ ،‬السـمسـم ‪ ،‬جلود المواشي‪،‬‬
   ‫الخيل‪ ،‬الصمغ‪ ،‬وأنواع الحبوب الأخرى) ‪ ،‬وخلال السنوات(‪1910‬م ‪1912-‬م) وصلت نسبة البضائع‬

                               ‫البريطانية والهندية مع العراق نحو (‪)%65,3‬من الحجم الكلي للبضائع‪.‬‬

                                                         ‫‪ 7‬النزعة الاستعمارية‬

   ‫	 تفكير بريطانيا المتمثل بنزعتها الاستعمارية‪ ،‬وامكانياتها في السيطرة على مستعمرات‬
                                                    ‫شاسعة من قارات العالم كافة ومنها العراق‪.‬‬

                   ‫الاحتلال البريطاني للعراق(‪1914‬م)‬

   ‫	 بدأت بريطانيا بانتظار الفرصة المناسبة لاحتلال العراق‪ ،‬وهذا ما أكده صراحةً (اللورد‬
   ‫كيرزن) نائب ملك بريطانيا في الهند عام ‪1911‬م عندما صرح بان المصالح السياسية البريطانية‬

                                           ‫لا تنحصر بالخليج العربي فحسب بل تمتد الى بغداد‪.‬‬
   ‫وقد استغلت هذه الفرصة لتحقيق هذا الهدف عند نشوب الحرب العالمية الاولى في أواخر سنة‬
   ‫‪1914‬م‪ ،‬عندما انضمت الدولة العثمانية الى جانب دول الوسط بزعامة المانيا وامبراطورية‬
   ‫النمسا والمجر‪ ،‬ضد دول الوفاق بزعامة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية‪ ،‬وفي (‪ /5‬تشرين‬
   ‫الثاني) أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على الدولة العثمانية‪ ،‬وكانت القوات البريطانية آنذاك قد‬

                                                          ‫تمركزت في مصر والخليج العربي‪.‬‬
   ‫فتحركت القوات البريطانية من البحرين (في حملة ديلامين) باتجاه العراق‪ ،‬لغرض احتلاله‪ ،‬لأنه‬
   ‫يشكل الخط الامامي للدفاع عن مصالحها الحيوية في الخليج العربي من أية اخطاراستعمارية‬
   ‫توسعية‪ ،‬ولاسيما من المانيا او من حليفتها الدولة العثمانية التي كانت مسيطرة على العراق فعلاً‬
   ‫والتي لم تكن في حينها على استعداد للدفاع عنه والتصدي للقوات البريطانية من ناحية العدد‬
   ‫والعدة‪ ،‬لان الدولة العثمانية في ذلك الوقت كانت قد أرسلت معظم قواتها ضمن وحدات الفيلق‬
   ‫السادس (الذي كان مقره في بغداد) الى جبهات اوربا الشرقية في بداية الحرب العالمية الاولى‪،‬‬
    ‫لذا قرر العثمانيون الاعتماد وبشكل أساس على العراقيين بالدفاع عن بلادهم ضد البريطانيين‪.‬‬
   ‫وفي (‪ /6‬تشرين الثاني) نزلت القوات البريطانية في منطقة الفاو‪ ،‬وبعد مناوشات خفيفة مع‬
   ‫القوات العثمانيــــة التي إنســحبت مـــع إستمــرار تقدم القــوات البريطانية الى موقـــع السنيـــة‬

‫‪95‬‬
   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101