Page 103 - kitab aliaslamiat althaalith mutawasit
P. 103
ﱫ2 1 0/ﱪأي ﻻ يذﻛر أحدﻛم أخاﻩ ﻓي ﻏيبته بما يﻜرﻩ
ﻷﻧﻚ تﻜون ﻗد اﻏتبته وإن لم يﻜن ﻓيه ماﻗلﺖ ﻓﻘد بهته والبهتان أسوأ الﻐيبة.
وﻗوله أيحب أحدﻛم أن يأﻛﻞ لحم أخيه ميتا؟ والﺠواب ﻻ ﻗطع ًا إذن،
ﻓﻜما عرض عليﻜم لحم أخيﻜم ميتا ﻓﻜرهتموﻩ لبﺸاعة ذلﻚ وﻗبحه،
ﻓاﻛرهوا أﻛﻞ لحمه حي ًا وأﻛﻞ لحمه بمعنﻰ النيﻞ من عرﺿه والعرض أعﺰ
وأﻏلﻰ من الﺠسم ﻓذلﻚ ﻛبﺸاعة أﻛﻞ لحمه بﻞ أﺷد منها وﻗوله تعالﻰ:
ﱫ=>ﱪ ﻓي ﻏيبة بعﻀﻜم بعﻀا ﻓﺈن الﻐيبة من عوامﻞ الدمار والﻔساد
بين المسلمين ،وﻗوله تعالﻰ :ﱫ@ C BAﱪ ﺛم أخبر تعالﻰ أﻧه يﻘبﻞ
توبة التاﺋبين وأﻧه رحيم بالمﺆمنين ومن مﻈاهر ذلﻚ أﻧه ح ﱠرم ﻏيبة المﺆمن
لما يحﺼﻞ له بها من ﺿرر وأذى.
وﻗوله تعالﻰ ﻓي اﻵية)(1٣
ﱫQ PO N M L K J I H G F E
[ZY XWVUTSRﱪ
هذا خطاب للناس ﻛاﻓة يﻘول ﻓيه الله تعالﻰ :إﻧه ﻗد خلﻘﻜم من ذﻛر
واﻧﺜﻰ ﺛم جعلﻜم بطوﻧ ًا وأﻓﺨاذ ًا وﻓﺼاﺋﻞ .ﻛﻞ هذا لحﻜمة التعارف ﻓلم
يﺠعلﻜم ﻛﺠنﺲ الحيوان ﻻ يعرف الحيوان اﻵخر ولﻜن جعلﻜم ﺷعوب ًا
وﻗباﺋﻞ وأسر ًا لحﻜمة التعارف المﻘتﻀي للتعاون إذ التعاون بين اﻷﻓراد
ﺿروري لﻘيام مﺠتمﻊ ﺻالﺢ سعيد ﻓتعارﻓوا وتعاوﻧوا وﻻ تتﻔرﻗوا من أجﻞ
التﻔاخر واﻷموال والنﻔوذ إن أﻛرمﻜم عند الله أتﻘاﻛم .
إن الﺸرف والﻜمال ﻓيما عليه اﻹﻧسان من زﻛاة روحه وسﻼمة خلﻘه
وإﺻابة رأيه وتﻘواﻩ وإيماﻧه وﻗوله تعالﻰ :ﱫZY XWVﱪجملة تعليلية
يبين ﻓيها تعالﻰ أﻧه عليم بالناس ،عليم بﻈواهرهم ،وبواﻃنهم ،وبما
يﻜملهم ،ويسعدهم خبير بﻜﻞ ﺷيء ﻓي حياتهم ﻓاﻧﻘادوا ﻷمر الله تعالﻰ
ﻓيما أمر به واجتناب ما ﻧهﻰ عنه ﻓﺈﻧه عالم بأحوالﻜم وماتﺆول اليه أمورﻛم
وهوالعليم بما ُيسعد اﻹﻧسان ﻓﺈﻧه علﻰ علم بالحال والمﺂل وبما يسعد
اﻹﻧسان وبما يﺸﻘيه ﻓﺂمنوا به وأﻃيعوﻩ تﻜملوا وتسعدوا.
102