Page 120 - kitab aliaslamiat althaalith mutawasit
P. 120

‫لﻘد حرراﻹسﻼم اﻹﻧسان من عبودية الﺠهﻞ والﻀﻼل والﻈلم والﻘسوة‪،‬‬
‫ﻓاﻹمام علي )´( يوﺻي مالﻚ اﻷﺷتر حين وﻻﻩ علﻰ مﺼر ﻓيﻘول له‪:‬‬
‫)وأﺷعر ﻗلبﻚ الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ‪ ،‬وﻻ تﻜوﻧن‬
‫عليهم سبعا ﺿاريا تﻐتنم أﻛلهم ﻓﺈﻧهم ﺻنﻔان‪ :‬إما أخ لﻚ ﻓي الدين ‪ ،‬وإما‬
‫ﻧﻈير لﻚ ﻓي الﺨلﻖ‪ ( ..‬وبذلﻚ يﺆسﺲ ﻗاعدة احترام إﻧساﻧية اﻹﻧسان‬

                                         ‫بعيد ًا من دينه وعـﻘيدته ‪.‬‬
‫ﺛم ح ّذر الﺸيﺦ الناس اﻻﻧﺠراف خلف أﻓﻜار المتطرﻓين والمﻐرﺿين‬
‫من أعداء الدين ﻓﻘال علينا إدامة عﻼﻗات المودة والح ّب ﻓيما بيننا ‪ ،‬وأن‬
‫ﻧتعايﺶ مﻊ جميﻊ المذاهب واﻷديان بﺨلﻖ اﻹسﻼم السمﺢ الرحيم ﻓﻔي‬
‫محلتنا ﻧﺠد الﺸيعي والسني والﺼابﺌي والمسيحي واليﺰيدي تﺠمعنا‬
‫اﻹﻧساﻧية ‪ ،‬ﻓمن ﻧﻜون ﻧحن لنﻜ ّﻔر هذا وذاك‪ ،‬إن الله تعالﻰ وحدﻩ هو من‬
‫يﺰﻛي النﻔوس ‪ ،‬وإن الحﻘـد ﻻ ُيو ّلـد سوى الحﻘـد ولن ُيﺨ ِلف إ ّﻻ الدمار‪،‬‬
‫ﻓحري ُة العﻘيدة مـُلﻚ اﻹﻧسان وحﻘـّه وﻻيﺠوز ﻷح ٍد ﻓرض عﻘيدته علﻰ ﻏيرﻩ‬
‫وﻧحن جميعا س ُنر ُد إلﻰ عالم الﻐيب والﺸهادة ‪،‬هو من يﺠﺰي ﻛﻞ ﻧﻔﺲ بما‬

                                              ‫ﻛسبﺖ ﻗال تعالﻰ‪:‬‬

   ‫ﱫ‪ ì ÛÚÙ Ø×ÖÕÔÓ ÒÑ‬ﱪ البﻘرة‪2٥٦ :‬‬
‫ﻓيﺠب علينا احترام الﺠميﻊ واحترام حﻘوﻗهم والعيﺶ بسﻼم وأخوة‬
‫ﻓنحن ﻛمن يبحر بﻘارب إن تنازعنا أﻏرﻗنا ﻗاربنا وﻏرق الﺠميﻊ ‪ ،‬ﻓاﻧﺖ‬
‫أ ّيها الﺸيعي ﻻتسﺊ ﻷخيﻚ السني بﻘول أو ﻓعﻞ ﻓليﺲ ذلﻚ خلﻖ رسول‬
‫الله )‪ (¢U‬وليﺲ هو خلﻖ آل بيﺖ رسول الله ﻓاﻻمام جعﻔر الﺼادق )´(يﻘول‬
‫ليﺲ من ﺷيعتي السباب ‪،‬واﻧﺖ أ ّيها السني ﻻ َت َنﻞ من أخيﻚ الﺸيعي ومن‬
‫ﻛان يتبﻊ سنة محمد )‪ (¢U‬عليه أن يتﺨلﻖ بأخﻼق رسول الله التي أوﺿحتها‬
‫السنة إذ ﻗال ‪ :‬سبـا ُب المﺆمـن ﻓسوق وﻗتـاله ﻛﻔر وأﻛ ُﻞ لحم ِه معﺼية‬

                                         ‫وحرمة ماله ﻛحرمة دم ِه‪.‬‬

‫‪11٩‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125