Page 88 - kitab aliaslamiat althaalith mutawasit
P. 88

‫وﻓي معرﻛة ُأحد برز دورﻩ ﻓي الدﻓاع عن العﻘيدة وﻓي الذود عن رسول‬
‫الله )‪.(¢U‬أما ﻓي معرﻛة )الﺨندق( ﻓﻘد ﻛان الﻔارس الذي بارز أﺷﺠﻊ ﻓرسان‬
‫المﺸرﻛين )عمرو بن ود العامري( الذي تﺨﺸﻰ لﻘاءﻩ اﻷبطال‪ ،‬ﻓنازله ﻓلما‬
‫اﻧﺠلﻰ الﻐبار إذا بعلي)´( منتﺼر ًا وجاﺛم ًا علﻰ ﺻدر عمرو بن و ّد العامري‬

                        ‫المﺸرك واﻧﻜسرت بذلﻚ ﺷوﻛة المﺸرﻛين‪.‬‬
‫وﻛاﻧﺖ لعلي بطوﻻته ﻓي معرﻛة )خيبر( ﻓلما ﻛاﻧﺖ ليلة دخول )خيبر(‬
‫ﻗال النبي)‪ ):(¢U‬ﻷعطين الراية ﻏد ًا رج ًﻼ يحب الله ورسوله ويحبه الله‬
‫ورسوله يﻔتﺢ الله علﻰ يديه(‪ .‬ﻓبات الناس يذﻛرون أيهم ُيعطﻰ الراية ﻓلما‬
‫أﺻبﺢ الناس ﻏدوا إلﻰ رسول الله ) ‪ ( ¢U‬ﻛلهم يرجو أن تعطﻰ له‪ .‬ﻓﻘال‪ :‬أين‬
‫علي بن أبي ﻃالب ﻓﻘالوا‪ :‬يا رسول الله هو يﺸتﻜي عينيه ﻓهو أرمد ﻓأرسﻞ‬
‫اليه ﻓب ﱠﻞ إﺻبعه بريﻘه وﺷﻔﻰ عينيه وأعطاﻩ الراية وﻗال له‪ :‬اذهب حتﻰ تنﺰل‬
‫بساحتهم ﺛم ادعهم إلﻰ اﻹسﻼم وأخبرهم بما يﺠب عليهم من حﻖ الله ﻓيه‪.‬‬
‫ﻓوالله ﻷن يهدي الله بﻚ رج ًﻼ واحد ًا خي ٌر من أن يﻜون لﻚ ُحمر النعم ﻓﺨرج‬
‫إليه )مرحب اليهودي( وﻛان ﻓارس ًا ﻓي ﻗومه ﻓبرز إليه علي )´( ﻓﻀربه‬

                    ‫وأرداﻩ ﻗتي ًﻼ ﺛم اﻗتلﻊ باب حﺼن خيبر وﻛان الﻔتﺢ‪.‬‬
‫هذﻩ ﺻورة من معارك اﻹسﻼم الﺨالدة التي ﻛان ﻓيها علي )´( البطﻞ‬

                               ‫الذي خ ّلد اسمه بط ُﻞ أبطالنا اﻷﻓذاذ‪.‬‬
‫ﻛان )´( أعلم الناس بالﻘرآن الﻜريم وال ُس ﱠنة النبوية الﺸريﻔة والﻔﻘه )‪(1‬‬
‫ﻓﻘد ﺻحب رسول الله )‪ (¢U‬منذ ﺻباﻩ وأخذ عنه الﻘرآن وﻛان يﻜتب له ولم‬
‫يﺰل مﻊ النبي )‪ (¢U‬إلﻰ أن توﻓي‪ .‬وﻛان الﺨلﻔاء )‪ (¢VQ‬ﻗبله يستﺸيروﻧه ﻓي‬
‫اﻷحﻜام ويرجعون إليه‪ ،‬وأﻛﺜر من عرف ذلﻚ عنه عمر بن الﺨطاب )‪.(¢VQ‬‬
‫الذي ﻛان يﻘول‪) :‬أعوذ بالله من معﻀلة ليﺲ لها أبو الحسن(‪ .‬وﻛان عبد‬

    ‫الله بن مسعود يﻘول‪َ ) :‬أ ْﻓ َر ُض )‪ (2‬أه ِﻞ المدين ِة وأﻗﻀاها علي)´( ‪(...‬‬

                    ‫)‪ (1‬الﻔﻘه‪ :‬العلم باﻷحﻜام الﺸرعية المستنبطة من الﺸريعة اﻻسﻼمية‪.‬‬
   ‫)‪ (2‬أﻓرض‪ :‬اﻛﺜر معرﻓة من ﻏيرﻩ بعلم الﻔراﺋﺾ وهو علم المواريﺚ )اي توزيﻊ الترﻛات(‪.‬‬

  ‫‪٨٧‬‬
   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92   93