Page 20 - مشروع توحيد
P. 20

‫عدم انقيادهم لل َما جاءت به ال ُّرسل‪ ،‬ور َّدهم لذلك بالتَّقليد‪ُ ،‬ع للم لمن ذلك أ َّنهم غير‬
  ‫قابلين للح ّلق‪ ،‬ولا مستجيبين له‪ ،‬بل كان معلو ًما لك لّل أح ٍّد أ َّنهم لن ي ُزولُوا عن‬
                                             ‫عنادهم‪ ،‬أخبر تعالى أ َّن َمثلهم‬
 ‫عند دعاء ال َّداعي لهم إلى الإيمان‪ ،‬ك َمثَل البهائم التي ين لعق لها راعيها‪ ،‬وليس‬
  ‫لها عل ٌم ب ما يقول راعيها ومناديها‪ ،‬فهم يسمعون مج َّرد ال َّصوت الذي تقوم‬
 ‫به عليهم الح َّجة‪ ،‬ولك َّنهم لا يفقهونه فق ًها ينفعهم‪ ،‬فلهذا كانوا ص ًّما لا يسمعون‬
  ‫الح َّق سماع فه ٍّم وقبول‪ُ ،‬ع ْم ًيا لا ينظرون نظر اعتبار‪ُ ،‬ب ْك ًما فلا ينطقون بما‬
                                                             ‫فيه خي ٌر لهم‬
                                                      ‫• الغلو في الصالحين‪:‬‬

‫لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو على وجه العموم‪ ،‬فقال صلى الله‬
            ‫عليه وسلم‪(( :‬إياكم والغلو‪ ،‬فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)) (‪)1‬‬

    ‫وثبت أن الغلو في الصالحين كان هو أول وأعظم سبب أوقع بني آدم في‬
  ‫الشرك الأكبر‪ ،‬فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس – رضي الله‬

      ‫عنهما – أنه أخبر عن أصنام قوم نوح أنها صارت في العرب‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫(أسماء رجال صالحين من قوم نوح‪ ،‬فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن‬

  ‫انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم‪ ،‬ففعلوا‪،‬‬
                    ‫فلم تعبد‪ ،‬حتى إذا هلك أولئك‪ ،‬ونسخ العلم‪ ،‬عبدت) (‪.)2‬‬

                ‫• تأثر المسلمين بمن اختلط بهم من اصحاب الديانات الاخرى‪.‬‬

                                               ‫الصفحة ‪ 20‬من ‪28‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25