Page 48 - ثقافة قانونية العدد السادس- للنشر الالكتروني
        P. 48
     المستشارة نجوى الصادق:
مجتمعنا يرفض المرأة في القضاء
فكـرة رفـض دخـول المـرأة القضـاء بسـبب أن النخبـة فـي مجتمعنـا أصابهـا العطـب بسـبب تبنيهـا ثقافـات
بعيـدة عـن تطبيـق الدسـتور والقانـون ومـن الأسـف أن المجتمـع المصـري وبعـض المجتمعـات العربيـة
لــم يتقبــل حتــى الآن تعييــن المــرأة فــي القضــاء رغــم مــرور ســنوات علــى تعيينهــا إلا أن النظــرة للمــرأة
                                                                             القاضيـة مازالـت كمـا هـي .
حوار نشرته مجلة هي علي الموقع الإلكترونى
https://www.hiamag.com/
من دون خوض في آراء الفقهاء حول قضية تولي المرأة القضاء في الإسلام ،ثمة       في رأيك كيف تسهم الحكومات في رفع مكانة المرأة وتشجيعها على إثبات                 ثــقافة قــــانونية
قاعدة شرعية تقول الأصل في الأحكام الإسلامية الإباحة ،وطالما لم يرد نص قرآني               ذاتها وتحقيق التوازن بين أدوارها الاجتماعية المختلفة..؟
                           أو نبوي صحيح بتحريم شيء فهو مباح العمل به.        لقد شهد هذا العصر وجود مؤسسات وطنية عربية تحاول أن تنهض بالمرأة
ففي أيام الخلفاء الراشدين تولت قاضية شؤون السوق وأكد العلماء أن المرأة       العربية في جميع مناحي الحياة كذلك هناك العديد من البرامج الدولية والمؤسسات
التي تملك الفتوى تملك القضاء ،يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) للنساء:       الدولية التي تقدم الدعم للمرأة العربية وغيرها وفي مصر هناك المجلس القومي
خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء ويقصد بها زوجته السيدة عائشة بنت أبي          لحقوق المرأة والمركز القومي لحقوق الإنسان والذي يدعم حقوق المرأة وكل هذه
                بكر الصديق ،فطالما تملك المرأة الفتوى إذن هي تملك القضاء                                         مؤسسات وطنية نهضت بحقوق المرأة.
    كيف تق ّيمين تجربتك مع القضاء هل هي مهمة شاقة على المرأة؟                                                  ما رأيك في مكانة المرأة العربية الآن
يناسب القضاء من يرغب في تحقيق
العدالة سواء كان امـرأة أو رجلا .ثمة                                                                                       وهل نالت كل حقوقها؟؟
سيدات مناسبات تماماً للعمل القضائي                                                                             بالنسبة لحقوق المــرأة فلقد حققنا
لأنه يتفق مع كفاءتهن ومقدرتهن وأخريات                                                                          انجـازات ضخمة كما أننا ما زال عندنا
لا يناسبهن العمل في القضاء ،كذلك الأمر                                                                         الكثير من الطموحات التي لم تتحقق
بالنسبة إلى الرجال أعتقد بأن المشقة في                                                                         بعد وضعف حقوق المرأة العربية نتيجة
العمل لا تمنع المشاركة ولكن القياس هنا
للمرأة نفسها لو أرادت هذا العمل أم لا.                                                                           موروثات وثقافات أجنبية دخيلة علينا.
هل صادفتك صعوبات في التعامل                                                                                    الشائع أن الإسـام يقيد حقوق
                                                                                                               المرأة بعدم تمكينها في المجتمع كيف
                      مع الرجال؟
في بداياتي كمحققة وأنا وكيلة نيابة كان                                                                                   تجدين هذه الإشكالية..؟
الرجل الذي أحقق معه يندهش من كوني                                                                              الإسـام يعطي للمرأة المسلمة حقوق
امرأة ،لكن بعد مضي دقيقتين يكتشف                                                                               أكـثـر مـن حـقـوق المــرأة الأوروبــيــة مثلا
قدراتي في التحقيق وأن من المستحيل                                                                              الإسلام يعطي للمرأة حقها في الاحتفاظ
                                                                                                               باسم والدها بعد الزواج والمرأة الأوروبية
                          خداعي.                                                                               تحمل اسـم زوجـهـا بعد الــزواج والمـرأة
أمـا على المستوى العملي والزمالة                                                                               الأوروبـيـة تختلط ذمتها المالية مع ذمة
فتقبل الرجال مشاركة المرأة لهم في هذا                                                                          زوجها المالية وفي الإسلام المرأة لها حق
العمل ،على مستوى النيابة الإدارية شجع                                                                          العمل ولا تختلط ذمتها المالية مع ذمة
المستشارون ورؤساء هيئة النيابة الإدارية                                                                        زوجها وأول مثال على ذلك السيدة خديجة
الكفاءة في النيابة ووضعوها في مراكز                                                                            رضي الله عنها كما أن الإسلام نص على
مهمة ،ولم يكن أي فرق في نوعية القضايا                                                                          مشاركة المرأة في الحقوق السياسية قال
المحقق فيها بين رجل وامـرأة ،نحن لم                                                                            تعالى"أمرهم شورى بينهم" والخطاب موجه
نصل إلى ما وصلنا إليه في القضاء إلا                                                                            للكافة ،كذلك أعطى المـرأة حق التعليم
                                                                                                               فعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
                    بمساعدة الرجل                                                                              "اطلبوا العلم ولو في الصين" لم يخص
ما دور الأسرة في نجاح المستشارة                                                                                الرجال فقط كذلك شاركت المرأة المسلمة
                                                                                                               في القتال والحروب وعندنا أمثلة عظيمة
      نجوى في عملها في القضاء..؟                                                                               على ذلك كذلك أعطى المرأة حق التعاقد
لاشك أن الأسـرة كان لها دور كبير                                                                               وأول تعاقد لها الحق فيه هو عقد الزواج
في نجاحي في الحياة فوالدي كان رئيس                                                                             ولها أن تشترط الشروط التي تريدها
محكمة أمن الدولة العليا ووالدتي كانت                                                                           واعـتـرف الإسـام بأحقيتها في اختيار
على درجة كبيرة جدا من الجمال وخريجة                                                                            زوجها وأعطاها حق الخلع إن كرهته فقد
الأمريكان كولدج و كانت من أصول تركية                                                                           قال الرسول الكريم"ردي عليه حديقته"
وكـانـت شخصية والــدي مـثـال للرجل                                                                             وأعطى للمرأة الحق في الاحتفاظ بحضانة
الصعيدي المحب لعمله وقد كان له أثر                                                                             الأبناء وغير ذلك الكثير من الحقوق كفلها
كبير في اتجاهي للقضاء كان يطرح جميع                                          الدين الإسلامي الحنيف للمرأة  ،ولكن للأسف تدخل موروثات ثقافية وأعراف غريبة
القضايا التي يدرسها علينا ونحن على مائدة الغذاء وكان يناقشها معنا وأيضا أخي  على الإسلام وعادات وتقاليد سادت البلاد العربية أعطت صورة شديدة السلبية
الدكتور.نبيل صادق أستاذ بكلية الحقوق هو من جعلني أحب دراسة القانون و لتفوقي  عن حقوق المرأة العربية وانعكست تلك الصورة أمام المجتمعات الغربية فأصبحت
الدراسي حصلت على الامتياز طوال أربع سنوات هي مدة دراستي بكلية الحقوق                     المجتمعات العربية مجتمعات تناهض طموح المرأة وتسلب حقوقها،
ولكني فضلت الاتجاه للقضاء  ،وأنا اعتبر من أوائل النساء اللاتي عملن كعضو         وكيف تجدين عمل المرأة في القضاء بعد سنوات طوال من الكفاح؟
هيئة قضائية في مصر وعملي كقاضية لا يعوقني عن كوني أم وزوجة وعندما يعرض       حلم تحقق بعد سنوات من النضال ،و مصر أول بلد عربي اتخذ قرار جلوس المرأة
علي قضية ما أقضي وقتا طويلا في دراستها والتحقيق فيها وأراجع القضية أكثر      على منصة المحكمة الدستورية العليا ..والمنصة كالجوهرة في التاج وحكم جلوس
من مرة خشية ألا أكون قد اتخذت القرار الصائب فيها أوقد يكون قراري لا يتفق     المرأة على منصة المحكمة الدستورية العليا كان طفرة قضائية كبيرة  ،وهذا يعني
                                                                             اعتراف أن المرأة أثبتت نجاحا باهرا...ولكن على الرغم من ذلك ما زال المجتمع
                والعدالة المطلوبة في القضية وخاصة في جرائم وظائف العمل
                         ما هي الكلمات التي تلخص مشوار كفاحك؟                                                             لا يتقبل فكرة المرأة القاضية
                                                                                                    وهل بالإسلام ما يمنع من تولي المرأة القضاء؟
الجلد في العمل والمثابرة والصبر والكفاح المستمر والإصـرار على النجاح هو
                                           الطريق الوحيد لتحقيق النجاح
                                                                             أبريل 2025                                                                       48
     	
