Page 142 - thirdsecondary
P. 142
مناقشة احتلال فرنسا لسورّية في البرلمان الفرنس ّي:
ناقش البرلمان الفرنس ّي قبل يوم ميسلون بشهر واحد موضوع الاعتمادات المالّية التي طلبتها الحكومة
الفرنسّية لتتم ّكن من احتلال سورية ،وأظهرت جلسته أريين مختلفين تجاه موضوع احتلال سورية هما:
ال أري الثاني مؤّيد لحكومة الاحتلال الفرنس ّي ال أري الأول معارض لحكومة الاحتلال الفرنسي
إّنني لا أرغب في الحرب وقد خضتها لأن الضرورة كانت إننا لا نريد حرباً مهما كان شأنها
تقضي بذلك ولك ّن الحرب وسيلة من وسائل ال ّسلم
إنني ممن يرون أ ّن النضال في سورية إّنما هو نتيجة أخطاء إن الانتداب ليس احتلالاً ولا استيلاء بل الأمر عكس ذلك
سياسية لا ريب فيها ،وأرى نفسي مضط اًر إلى القول بأن جميع تماماً ،إّنه أسلوب أشّد ليونة ،لقد كان حقنا في سورية أم اًر
الحجج التي يعارضونني بها لا تبدو لي مقنعة .لا يسّوغ لنا ُمتناَزعاً عليه حتى صدر ق ارر سان ريمو ،ومنذ صدوره
أ ّن ننسى أ ّن في سورية شعب يتحلّى بحضارة قديمة ،وقد أثبت أصبحنا نملك حقاً دولّياً متيناً ،وتزويد كبار الموظفين
أنه يرغب في بلوغ الحرّية والاستقلال وتأسيس دولة حقيقّية بالمال لا لتجهيز حملة عسكرّية لأن الجنود سيكونون
فكيف تتجرؤون؟ واسمحوا لي أن أقول بأّية وقاحة تحاولون أن للزينة ،إو�نما للقيام بمباحثات ومفاوضات ،والمبلغ سيوضع
تتملّكوا بلاداً ليست لكم؟ بلاداً لها الح ّق في أن تستقل بين يدي فيصل بن الحسين وكمال أتاتورك سنتو ّصل لح ّل
المسألة السورية
إ ّن الأمر يقتصر على تأمين النظام الفرنس ّي في بلاد إن فرض الانتداب عليها ،كلمات لا تبّدل حقيقة الأمر ،كنتم
تسودها فوضى هائلة ،لأن الّنظام الوطن ّي عاجز عن تتكلمون في الماضي عن تغلغل سلمي وهاكم الآن تتكلمون
فرض نفسه بنفسه ،نفعل ذلك لنجني ثم ارت جهودنا وتعبنا
عن انتداب ،إّنكم تتقدمون إليهم بانتداب على رؤوس الح ارب
النظام الذي يعجزون عن فرضه بدوننا ما هي الوسيلة لذلك؟
طبعاً بمعونة الّدرك.
إ ّن الغاية تبّرر الوسيلة وكيف ستؤسسون أنتم هذا الّنظام؟
بلى إننا ندرك ذلك أني لآسف على اشت اركي في هذه المناقشة ،فالأمر إذن إرسال
لم يكن هناك جواب درك وتغلغل سلمي لكن ذلك سينتهي بحملة عسكرّية ،إّنكم إذا
واصلتم هذه السياسة الحمقاء ستعّرضون أنفسكم إلى خطر قد
ينتهي بكارثة حقيقية ،لا ننكر أّنه يترتب على فرنسا أن تقوم
بعمل عظيم في ال ّشرق وفي سورية والعالم أجمع لكن بصورة
سلمّية
هذا هو الأمر الذي لا نرضاه
من الخطأ أن نلجأ إلى سياسة كثيرة الخسائر مشؤومة
العواقب ،على ك ّل واحد منا أن يقّدر العاقبة ،ويتحمل
المسؤولّية ،أ ّما أنا فلن أصّوت على رصد اعتمادات تبلغ مئات
الملايين ،لن أصوت على حملة خطيرة ومشؤومة على سورية
120