Page 48 - thirdsecondary
P. 48
تنمية المها ارت الخاصة بك:
كن مباد ارً:
كيف تتحمل مسؤولّية حياتك؟ وكيف تصنع نجاحك؟ كيف تغّير من عاداتك السلبّية؟
وتكتسب العادات الإيجابّية؟ حتّى يصبح شعارك في الحياة« :بالمبادرة سأكون صانع الأحداث،
أنا في طريقي إلى الفاعلّية ،سأكون أساساً من أسس النهضة والحضارة».
في عام 1989م أصدر الخبير ستيفن كوفي كتابه« :العادات السبع للأشخاص الأكثر
فعالّية» ،وأولى هذه العادات هي المبادرة ،فالمبادرة هي الإس ارع في فعل شيء بهدف تغيير هذا
الشيء ،قد تكون فكرة أو عمل أو أ ّي شيء آخر مفيد بهدف التغيير سواء كان صغي اًر أو كبي اًر.
فالمبادرة تعني أّننا مسؤولون عن حياتنا ،وأ ّن سلوكنا هو نتاج ق ار ارتنا وليس ظروفنا ،إذ أّننا نمتلك
ح ّس المبادرة والمسؤولّية التي تم ّكننا من تحقيق ما نريد.
إو�ذا نظرنا بدقٍّة إلى كلمة مسؤولّية ،سنجد أّنها تحمل في طياتها معنى القدرة على اختيار
نوعّية السلوك الصادر عنك المبني على أساس من القيم ،وليس وليد الظروف التي تمّر بها
والمبن ّي على المشاعر.
الأصل في طبيعة البشر هو الفعل لا رّد الفعل ،فبدلاً من أن تكون حياتك مجرد ردود أفعال
لأشياء وأحداث تحدث من حولك عليك أن تتح ّكم أنت في الأشياء والأحداث من حولك .الأمر
الذي يمكنك من خلق الظروف التي تتناسب مع ق ار ارتك وليس العكس.
والأخذ بزمام المبادرة لا يعني أ ْن تكون لحوحاً أو عدوانّياً ،بل أن تدرك المسؤولّية الملقاة
على عاتقك وتتحلّى بالشجاعة اللازمة للقيام بالفعل لتصل إلى هدفك ،فدائماً هناك مرونة في
اتّباع القوانين والتشريعات والإج ارءات ولوائح العمل ،والإنسان المبدع والمبادر يتّبعها ،ولكن يجد
الطريقة المرنة في تطبيقها وتنفيذ مباد ارته دون الإخلال بها.
إ ّن الفرق بين الّناس الذين يأخذون بزمام المبادرة وأولئك الذين لا يحركون ساكناً يشبه الفرق
بين الليل والنهار ،وفي هذا الصدد لا نتحّدث عن اختلاف في الفعالّية تت اروح نسبته بين %25
إلى %50بل نتحّدث عن نسبة اختلاف تفوق .% 5000
38